قدّم عضو مجلس الحرب بيني غانتس، اليوم الأحد، طلبا رسميا إلى حكومة الاحتلال لتشكيل لجنة تحقيق في الحرب على قطاع غزة وما سبقها، وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
وأشارت الإذاعة إلى أن غانتس أودع طلبه لدى سكرتارية الحكومة، نقلا عن وكالة أنباء العالم العربي.
وكان غانتس قد قال قبل عدة أيام إنه ينوي تقديم مثل هذا الطلب في ظل المطالبات المتزايدة في الشارع الإسرائيلي للتحقيق في إنجاز أهداف الحرب.
ويأتي هذا أيضا بعد أيام من تقديم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية طلبا إلى المحكمة بإصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار، بينهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع، إلى جانب قادة حماس إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
والخميس الماضي، أعلن غانتس أنه سيقدم اقتراحاً للتحقيق في هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي، وأدت إلى مقتل إسرائيليين وخطف آخرين.
ونشر غانتس مقطعا مصورا على منصة “إكس” أكد فيه أنه “لا يكفي أن نتحمل مسؤولية ما حدث، بل يجب أن نتعلم الدروس ونتصرف حتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى”.
وتابع: “لكي نفعل ذلك فقد حان الوقت لتشكيل لجنة تحقيق حكومية، وأنوي أن أقدم قريباً مقترحاً لقرار تشكيلها”، وهو ما حدث بالفعل، الأحد.
والخميس، ذكر الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تلقى 4 رسائل تحذيرية بين مارس ويوليو 2023 من شعبة المخابرات بشأن “كيفية رؤية “أعداء إسرائيل للانقسامات في الداخل وتأثيرها على الجيش الإسرائيلي على وجه الخصوص”.
الأمر الذي نفاه مكتب نتنياهو لاحقاً، واعتبره معاكساً تماماً للواقع.
توتر العلاقة مع نتنياهو
وكان غانتس، الذي توترت علاقته مع رئيس الوزراء نتنياهو خلال الفترة الماضية، قد طرح خطة من 6 نقاط حول الحرب في قطاع غزة أو خارطة طريق، ليوافق عليها بحلول 8 يونيو، وأثارت تساؤلات في إسرائيل حول ما إذا كانت الحكومة الحالية على وشك الرحيل والتوجه إلى انتخابات مبكرة.
واعتبر غانتس في كلمة ألقاها يوم السبت الماضي، أن “أقلية صغيرة سيطرت على قرار إسرائيل وتقود البلاد إلى المجهول”، متهما بعض السياسيين الإسرائيليين بالتفكير في مستقبلهم فقط مما يعني أن “هناك حاجة لتغيير فوري”.
كما أضاف القائد العسكري المتقاعد الذي تظهر استطلاعات الرأي أنه أقوى منافس لنتنياهو :”دخلنا الحكومة والائتلاف لنخدم إسرائيل، ولم نطلب مناصب، لكن لم يتم اتخاذ قرارات حيوية”، مشيرا إلى وجود حاجة “لتغيير فوري”.
في المقابل، انتقد نتنياهو غانتس بعد كلمته، موضحا أنه “يهاجم رئيس الوزراء بدلا من حماس”. وذكر أن “الشروط التي وضعها (غانتس) هي تعبيرات ملطفة تعني نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل والتخلي عن معظم الأسرى، وبقاء حماس وإقامة دولة فلسطينية”.
وفي 7 أكتوبر 2023، نفذت فصائل فلسطينية بينها حماس والجهاد الإسلامي هجوما مباغتا على مستوطنات محاذية لقطاع غزة بغية “إنهاء الحصار الجائر على غزة وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى”.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.