الجمعة 17 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 1 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

غزة.. التوتر والتصور

بعض المعايير التي يحكم من خلالها العسكريون على الحروب والنزاعات، وتبيان هل هي ناجحة أم فاشلة، يمكن لنا أن نسقطها اليوم على ما يجري في مناطق الصراعات، خاصة ما يحدث في ⁧‫غزة‬⁩.

وقريباً من تأثيرات الأزمة بشقها الإنساني الموجع، فإن غزة تشهد في شمالها الآن مذابح بحق الإنسانية، ولعل مقاييس النجاح في الحروب والنزاعات بمفهومها العسكري الجاف تقول “إن تحييد قوة الخصم وكسب الأراضي والمواقع الحيوية أمور تأتي بها السيادة الجوية، السيادة البحرية وهذا تمتلكه إسرائيل، لكن لماذا لا يوجد إنجاز عسكري واضح لجيشها حتى اللحظة؟

الجواب بسيط وواضح، فانتشار القوات البرية في قطاع غزة لا يمنحها حرية المناورة في حرب شوارع هجينة و صعبة، وحتى مع وجود تأمين خطوط الامداد والاتصالات، فإن كسب معركة العمق والمنطقة الخلفية الإدارية لن يؤدي للحصول على موقف تفاوضي اقوى أو حتى فرض شروط وقف إطلاق النار.

و قد يمنح الغرب إسرائيل أسبوعين إضافيين للقتل كما قال وزير خارجية إسرائيل قبل ساعات، لكن هذا يعري موقفاً غربياً فاضحاً يدعم الجلاد في المنطقة من أجل سلخ الضحية.

وقد يؤدي ذلك الإنجاز العسكري المتوقع من إسرائيل بالنسبة للغرب إلى ارتكاب مجازر فظيعة حذر منها وزير خارجية الأردن حين قال “القادم أسوء”، وفي مقابل ذلك يرفض الغرب أي حديث جدي عن وقف إطلاق الرصاص في غزة.

وإن كان هناك من متسع للتصور في ظل مزيد من التوتر، فلابد من العودة إلى القصة الصحيحة، ما يجري الآن أوجده الصراع بين قوة احتلال إسرائيلية وشعب فلسطيني أعزل، و ليس العكس، و لن يدفن الإسرائيلي قضية عادلة مهما أوغل بقتل أبنائها للأسف.