حسين غملوش
رأى السفير العالمي للسلام حسين غملوش، أنّ “أبناء غزة يتعرضون لحرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، حيث يتلذذ الجيش الإسرائيلي في الانتقام من الأطفال والنساء والشيوخ، وحرمانهم من أبسط حقوقهم كالغذاء، المأوى، المياه النظيفة، الرعاية الصحية والخدمات الطبية للمرضى والمصابين، وهو لم يتوان عن قصف المستشفيات حيث يقبع أضعف الناس على فراش الألم، وحيث لا يسمع سوى أنين الموجوعين وصوت القذائف والصواريخ التي تنذر بأسوأ العواقب، حتى أن الوقاحة وانعدام الضمير وصل بهم إلى قصف دور العبادة، حيث يختبىء الهاربون ظنًا منهم أن القذائف لن تطالهم”.
وتابع في بيان: “لم تنفع الدعوات المتكررة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “احترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان والتمسك به وحماية المدنيين وعدم استخدامهم كدروع بشرية، فكان الرد الإسرائيلي على هذه الدعوات بالإمعان في الإجرام وقتل المدنيين العزل، ومنع إدخال المواد الغذائية إليهم، واستهداف الصحافيين لطمس حقيقة الإجرام الذي يقومون به، وموظفي الأمم المتحدة الذين قتل منهم 15، أثناء تأديتهم خدمات إنسانية، ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقوانين الإنسانية، وتصنيفها في إطار جرائم حرب”.
وأضاف: “القوانين الدولية، بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة التي وقعت العام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية تحظر بشدة استهداف المدنيين والمنشآت المدنية خلال النزاعات، لأن حماية المدنيين وضمان حصولهم على الإغاثة والمساعدة الإنسانية ضروريين في الأوقات كافة، بغض النظر عن الظروف العسكرية والسياسية”.
ورأى أن “عدم الامتثال لهذه القوانين يجب أن يؤدي إلى محاسبة دولية ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم”، وسأل: “ما هو الهدف من وراء إنشاء المحاكم الدولية وإقرار القوانين والتشريعات إن لم يكن المحاسبة”؟
وطالب بـ “استخدام كل الوسائل المتاحة لمعاقبة إسرائيل على إجرامها بحق أبناء غزة، بدءًا من دعوة مجلس الأمن إلى التقدم بدعوى لدى المحكمة الجنائية الدولية، على الجرائم التي ترتكبها أو استخدام الأنظمة القانونية الدولية لمحاسبتها على انتهاكها حقوق الإنسان، أو من خلال الضغط الدولي حيث يمكن للمنظمات غير الحكومية والمجتمع الدولي توثيق ونشر التقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان وممارسة الضغط على الدول المسؤولة لتحقيق العدالة فترتدع عن انتهاكاتها، كما يمكن فرض عقوبات اقتصادية أو دبلوماسية عليها أو إنشاء لجان دولية للتحقيق في هذه الانتهاكات أو إصدار توصيات بشأن كيفية تحقيق العدالة”.
وختم غملوش: “من المستحيل أن تسجن مليوني إنسان إلى الأبد، من دون أن تدفع الثمن باهظًا، إنها غطرسة القوة”.