من شبه المؤكد لمحكمة الجنايات الدولية في حال قررت فتح تحقيقات جنائية وجدية حول اقتحام الجيش الإسرائيلي لمجمع مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة شمالي القطاع، سيكون قرارها واضحاً بأن جرى هو “جريمة حرب” مكتملة الأوصاف.
لكن في الشق الاستخباري، ألا يمثل ذلك أيضاً فشلاً ذريعاً في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الذي بنى رواية كاذبة وباتت بعض الأوساط الغربية تتبناها بما فيها البيت الأبيض و مجلس أمنه القومي، أقله على لسان ” جون كيربي ” الناطق الرسمي باسمه!
عملية طـوفان الأقصى بحد ذاتها و ما جرى في 7 أكتوبر كان فشلاً كبيراً في جناح الاستخبارات الإسرائيلي بكل فروعه، ولا بد الآن من مراجعة شاملة لطبيعة السردية الإسرائيلية الكاذبة من قبل الغرب ووسائل إعلامه وحكامه تحديداً.
في حين لم تجد إسرائيل أمامها في مجمع الشفاء الطبي الفلسطيني إلا فِرقاً طبية مدنية أنهكها التعب و أضناها العمل المتواصل خلال 40 يوماً تقريباً، ومرضى و جثث و جرحى و أطفالاً خدج يدمي منظرهم العيون والقلوب.
لقد ضربت إسرائيل أبشع المُثل في الإجرام غير المحدود، و غطت على فشلها بانسحاب دون حساب حتى اللحظة، بعد أن دمرت وقصفت وعاثت فساداً في أروقة منشأة طبية مدنية، لا يوجد فيها أو تحتها أي مسلح من القسام أو الفصائل الأخرى.
لقد كانت هناك بعض المشاكل التي وجدها الإسرائيلي أمامه حين اقتحم المشفى، إنها مشاكل العار والاحتلال بين شعب فلسطيني يتمسك بأرضه بعد أن هجرته إسرائيل من أجزاء منها، و جاءت قوات الجيش الإسرائيلي لقطف ثمار نصر وهمي، لكن المفاجأة المتوقعة أن المدنيين العزل أو جثثهم هي الموجودة فقط.