الثلاثاء 21 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 5 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

فهمٌ مدهش بـ "أسرار إسرائيل".. ماذا كشفت كاميرا مثبّتة على رأس أحد مقاتلي "حماس"؟

أثارت عملية حماس المباغتة في اختراق ما أطلق عليه وزير الدفاع الإسرائيلي عام 2021 “الجدار الحديدي” بين غزة وإسرائيل، تساؤلات كثيرة، وسط تقارير تحدثت عن عوامل وفرضيات، أبرزها “حملة تضليل” وتكتيكات عسكرية عدة.

فقد تكشفت معلومات جديدة عن عشرة مقاتلين اخترقوا السياج قادمين من غزة.. “كانوا يعرفون بالضبط كيفية العثور على مركز الاستخبارات الإسرائيلية، وكيفية الدخول إليه”.

فبحسب ما ذكرته “الشرق الأوسط”، بعد عبور المقاتلين العشرة إلى “إسرائيل” توجهوا شرقاً على متن 5 دراجات نارية، وكان مقاتلان على متن كل دراجة يطلقان النار بينما كانوا يتقدمون.

وبعد 10 أميال، انحرفوا عن الطريق إلى منطقة من الغابات لينزلوا خارج بوابة غير مأهولة إلى قاعدة عسكرية. ثم فجّروا الحاجز بعبوة ناسفة صغيرة ودخلوا القاعدة وتوقفوا لالتقاط صورة جماعية، ثم أطلقوا النار على جندي إسرائيلي فقتلوه. ثم أخرج أحدهم شيئًا من جيبه: خريطة مرمزة بالألوان للمجمع.

وتتابع “الشرق الأوسط”، أنه بعدما أعيد توجيه المقاتلين، وجدوا بابًا غير مغلق لمبنى محصن. بمجرد دخولهم، دخلوا غرفة مليئة بالحواسيب – مركز الاستخبارات العسكرية. وتحت سرير في الغرفة، وجدوا جنديين مختبئان، فأطلقوا النار عليهما.

مظلات تم استخدامها في عملية "طوفان الأقصى"

مظلات تم استخدامها في عملية “طوفان الأقصى”

وسُجل هذا التسلسل بكاميرا مثبتة على رأس مقاتل قُتل لاحقًا، وفق صحيفة “نيويورك تايمز” التي راجعت اللقطات، ثم أجرت مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين حول الأحداث، حيث قدموا يقدمون تفاصيل حول كيفية تمكن “حماس” من مفاجأة “أقوى جيش في الشرق الأوسط”، بحسب الصحيفة، حيث اقتحمت المستوطنات أكثر من 30 ميلاً مربعاً، واحتجزت أكثر من 150 أسيرًا، وقتلت أكثر من 1300 إسرائيلي.

ومع التخطيط الدقيق والوعي غير العادي بأسرار إسرائيل ونقاط ضعفها، طغت “حماس” وحلفاؤها على طول جبهة إسرائيل مع غزة بعد الفجر بقليل، مما صدم الإسرائيليين الذين لطالما اعتبروا تفوق جيشهم عقيدة.

باستخدام الطائرات المسيّرة، دمرت “حماس” أبراج المراقبة والاتصالات الرئيسية على طول الحدود مع غزة، وفرضت نقاطًا عمياء واسعة على الجيش الإسرائيلي.

وقال مسؤولون إن “حماس” فتحت باستخدام المتفجرات والجرارات فجوات في الحواجز الحدودية، مما سمح لـ200 مقاتل بالدخول في الموجة الأولى، و1800 آخرين في وقت لاحق من اليوم نفسه. وبالدراجات النارية والشاحنات الصغيرة، اقتحم المقاتلون “إسرائيل”، واجتاحوا ما لا يقل عن 8 قواعد عسكرية، ونفذوا عمليات في أكثر من 15 مستوطنة.

تُظهر وثائق التخطيط لدى “حماس”، ومقاطع الفيديو للهجوم، والمقابلات مع “مسؤولي الأمن”، أنه كان لديها فهم متطور بشكل مدهش لكيفية عمل الجيش الإسرائيلي، ومكان تمركز وحدات محددة، وحتى الوقت اللازم لوصول التعزيزات.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنّه بمجرد انتهاء الحرب، سوف يفتح تحقيقًا في كيفية تمكن “حماس” من اختراق دفاعاته بمثل هذه السهولة. لكن سواء أهملت القوات المسلحة حماية أسرارها أو تسلل الجواسيس إليها، أثارت هذه الاكتشافات قلق المسؤولين والمحللين الذين تساءلوا كيف يمكن للجيش الإسرائيلي – المشهور بجمع المعلومات الاستخباراتية – الكشف عن غير قصد عن الكثير من المعلومات عن عملياته.

من عملية "طوفان الأقصى"

من عملية “طوفان الأقصى”

كانت الساعة 7:20 صباحاً. وكان المئات من مقاتلي “حماس” يحملون بنادق وقاذفات صواريخ محمولة على الكتف ويرتدون عصابات رأس خضراء، ويتدفقون عبر الحقول، وبينما اجتاح بعضهم القواعد العسكرية، اندفع آخرون بالدخول إلى مناطق سكنية، وأسر مستوطنين.

على طول الحدود، كان مقاتلو “حماس” قد اجتاحوا بالفعل معظم، إن لم يكن جميع، قواعد الحدود الإسرائيلية، وفق الصحيفة.

وأظهرت لقطات من كاميرات محمولة على رأس المقاتلين، بما في ذلك شريط الفيديو الذي يصوّر الغارة على مركز الاستخبارات، أن مقاتلي “حماس” – من لواء النخبة المدرب تدريباً عالياً – يُحطمون حواجز عدة قواعد في الضوء الأول من الصباح.

مع تعطل الكثير من أنظمة الاتصالات والمراقبة، لم يتمكن الإسرائيليون في كثير من الأحيان من رؤية قوات نخبة “حماس” قادمة. وقد وجدوا صعوبة في طلب المساعدة والحصول على استجابة. وفي كثير من الحالات، لم يتمكنوا من حماية أنفسهم، ناهيكم عن المستوطنات المحيطة.

من عملية "طوفان الأقصى"

من عملية “طوفان الأقصى”

وبحسب الصحيفة، “أظهرت وثيقة تخطيط لـ”حماس” – عثر عليها المستجيبون الإسرائيليون في إحدى القرى – أن المهاجمين كانوا منظمين في وحدات محددة جيدًا ذات أهداف وخطط قتالية واضحة”. أوضحت الوثيقة أن إحدى الفصائل عينت ملّاحين وسائقين، بالإضافة إلى وحدات من الهاون في المؤخرة؛ لتوفير غطاء للمهاجمين. كان لدى المجموعة هدف محدد – الكيبوتز – وتم تكليف المقاتلين باقتحام المستوطنة من زوايا محددة. وكانت لديهم تقديرات لعدد القوات الإسرائيلية المتمركزة في المواقع القريبة، وعدد المركبات التي تحت تصرفهم، والمدة التي تستغرقها قوات الإغاثة الإسرائيلية للوصول إليهم.

في مكان آخر، نصب مقاتلون آخرون كمينًا للتعزيزات العسكرية الإسرائيلية عند مفارق الطرق الرئيسية، طبقًا لأربعة من كبار الضباط والمسؤولين. وكان لدى بعض الوحدات تعليمات محددة للقبض على الإسرائيليين لاستخدامهم ورقةَ مساومة في عمليات تبادل الأسرى مع إسرائيل في المستقبل. وجاء في الوثيقة: “خذوا الجنود والمدنيين أسرى ورهائن للتفاوض معهم”.

كان مركز الاستخبارات بالقرب من غزة من أول الأماكن التي استعادت “إسرائيل” السيطرة عليها. في وقت متأخر من الصباح، وصل الجنود وجنود الاحتياط من وحدات متنوعة إلى القاعدة من اتجاهات مختلفة، والتقطت الكاميرا المثبتة على رأس قائد “حماس” لحظة إطلاق النار عليه وقتله، وفق ما نقلت الصحيفة.