أحدث فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية حالة من الصدمة بين الأمريكيين السود الذين صوتوا بأغلبية ساحقة لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس رغم حملة ترامب لجذب الرجال السود.
وبينما حقق ترامب مكاسب بين الأمريكيين السود في ولاية نورث كارولاينا واحتفل البعض منهم بفوزه، لم تتغير نسبة ما حصل عليه من أصوات الناخبين السود على مستوى البلاد في التصويت الذي جري يوم الثلاثاء عنها في 2020، وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة إديسون للأبحاث، والذي أظهر تحولا أكبر بكثير نحو ترامب بين الناخبين من أصول لاتينية.
ولعب الناخبون السود دورا حاسما في فوز الرئيس جو بايدن على ترامب في عام 2020، عندما انتخبت هاريس أيضا كأول نائب ملون وأول نائب من أصل آسيوي لرئيس الولايات المتحدة.
وكانت هاريس ستصبح أول سيدة تتولى رئاسة الولايات المتحدة لو فازت في انتخابات الثلاثاء.
وعبر أغلبية الأمريكيين السود الذين تحدثوا إلى رويترز من أجل هذه القصة، وعددهم 24، عن مخاوفهم إزاء الولاية الثانية لترامب، بما في ذلك التراجع في الحقوق المدنية بعد تعهده بإنهاء برامج التنوع والدمج الاتحادية.
وقال كثيرون إن خطابه، بما في ذلك لهجته العنصرية والمنحازة ضد النساء، أثبت أنه لا يضع مصالح الأمريكيين السود في الاعتبار.
وأعربت ماري سبنسر (72 عاما)، وهي ممرضة متقاعدة في أوك كريك، في ولاية ويسكونسن التي كانت من الولايات المتأرجحة بين هاريس وترامب، عن انزعاجها من فوز ترامب. وقالت إن آراء ترامب في السود متعالية.
وأوضحت “هذا ما يعتقده عنا -أننا نسعى فقط إلى القيام بالوظائف التي يأتي المهاجرون (غير الشرعيين) للقيام بها- وهي حسبما قال الأعمال المنزلية أو البناء والبستنة. أشياء لا تتطلب الكثير من المهارة أو التعليم”.
وفي لقاء مع صحفيين سود في يوليو تموز، قال ترامب إن المهاجرين يأخذون “وظائف السود”، مما يعزز الصور النمطية العنصرية حول أنواع الوظائف التي يقوم بها الأمريكيون السود.
وينفي ترامب أنه عنصري. ويقول إن أجندته الاقتصادية ستخفض الضرائب وتكاليف الإسكان وتعزز توفير فرص العمل لجميع الأمريكيين، بما في ذلك السود. ولم ترد حملته بعد على طلب للتعليق.
وصوتت كاترينا هولمز (51 عاما)، وهي سيدة أعمال سوداء من ريفر ديل بولاية جورجيا، لصالح هاريس، على أمل أن توحد البلاد وتقلل من عدم المساواة العرقية. وقالت إن فوز ترامب يهدد بإيقاف التقدم في سد هذه الفجوات، بالنظر إلى أجندته السياسية وخطابه.
وقالت “هناك روح من الانقسام”.
وفازت هاريس بنسبة 86 بالمئة من أصوات السود، مقارنة بنحو 12 بالمئة لترامب، وفقا لأديسون للأبحاث، وهي نفس نسبة الأصوات التي تلقاها بايدن في عام 2020.
وخلال حملته، حاول ترامب جذب الرجال السود، لكنه لم يحصل إلا على 20 بالمئة من أصواتهم، بزيادة نقطة مئوية واحدة عن انتخابات عام 2020، وفقا لأديسون للأبحاث.
وفازت هاريس بنسبة 92 بالمئة من أصوات الناخبات السود على مستوى البلاد، بزيادة نقطتين عن عام 2020 للحزب الديمقراطي. وشكل الناخبون السود 11 بالمئة من بين الناخبين على مستوى البلاد.
وفي بعض أجزاء البلاد، حققت رسالة ترامب، ومنها الوعد بالسيطرة على التضخم، مكاسب بين مجتمع السود.
ففي ولاية نورث كارولينا، أظهر استطلاع أجرته إديسون للأبحاث أن ترامب زاد حصته من أصوات السود إلى 12 بالمئة، من سبعة بالمئة في عام 2020. وحصل على دعم 20 بالمئة من الناخبين السود الذكور، بما يتماشى مع المتوسط الوطني، وفقا للاستطلاع.
وفاز ترامب في ولاية نورث كارولاينا بنحو 51 بالمئة من الأصوات.