كشف الصحافي الأسترالي اليهودي “أنتوني لوينشتاين” الذي غطى معظم الحروب التي شهدتها غزة، عن حقيقة ما يمر به أهل فلسطين وسوء الأوضاع، جراء الغارات الإسرائيلية الدموية التي طالت أحياء ومنازل المدنيين في قطاع غزة.
“لوينشتاين” وهو مؤلف كتاب “مختبر فلسطين”، أوضح في مقابلة تلفزيونية، أن ما حدث من تطورات عسكرية أخيرة كان أمراً متوقعاً، فبوجود أكثر من 2.5 مليون شخص محاصر في قطاع غزة، يتم احتلالهم لعقود في تلك الظروف الخانقة من فقدان التعليم والطبابة والتحرك، فإن النتيجة بالتأكيد متوقعة.
وأضاف: وفقاً للمعطيات الدولية، قد أكون تفاجأت بتوقيت بالأحداث التي حصلت، ولكن لم أتفاجأ أبداً بالأسباب التي أدت لذلك، مشيراً إلى أنه وعلى الساحة الدولية هناك عدد من الدولية العربية طبعت العلاقات مع إسرائيل، إلا أن السعودية لم تفعل ذلك حتى الآن، رغم محاولات الولايات المتحدة الحثيثة.
وتابع: أاعتقد أن الكثير من مقاتلي حركة حماس يرفضون مسار التطبيع الحاصل، والحركة تريد أن تظهر للفلسطينيين في داخل فلسطين وفي عموم الدول العربية والإسلامية أنها قائدة النضال.
كما تحدث “لوينشتاين” عن وجود شعور متنامي بالغضب لدى الفلسطينيين في أستراليا وفي معظم دول العالم، جراء الصمت الغربي لسنوات وسنوات، فمنظمة “هيومن رايتس ووتش” وأمنيستي الدولية وصفوا ما يحدث في فلسطين بأنه حدث عنصري، حتى منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل.
مؤكداً على أن إسرائيل لا يمكنها مواصلة التصرف بهذه الطريقة بوصفها دولة يهودية، أو كما تصف نفسها بأنها “دولة أخلاقية”، ومن ثم تتوقع من الفلسطينيين ان يقبلوا بذلك وهم مطأطئين رؤوسهم.
وفيما يخص الرهائن والأسرى الذين احتجزتهم حركة حماس، أوضح “أنتوني لوينشتاين” أن السبب الرئيس لذلك معروف لدى الجميع فإسرائيل لديها في سجونها أكثر من ألف سجين فلسطيني، تدعي إسرائيل أنها إرهابيون، لكن منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية ترفض ذلك، لأن معظم الأسرى الفلسطينيين محتجزون ضمن ما يسمى “الاحتجاز الإداري”.
مشدداً على رفضه فكرة أخذ المدنيين كرهائن، ولكن اعتبر أن ذلك يعتبر ورقة ضغط للتفاوض.
لافتاً إلى أن الغرب يغضب لاحتجاز الإسرائيليين كرهائن، ولكن لم يغضب لتعرض مدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية للقتل والاحتجاز لسنوات وسنوات.
وأضاف: الآن كلاهما مخطئ، فقتل المدنيين خطأ بغض النظر عمن يفعل ذلك وأين، ولكن برأيي أن الكيل بمكيالين، الذي يتجلى كثيراً في الطرق التي يتبعها الصحفيون، في تغطية ذلك، هو جزء كبير من المشكلة.
واعتبر “لوينشتاين” أن تدخل حزب الله سيغير المعادلة لسنوات، وسيؤدي إلى تصاعد الوضع كثيراً، وذلك سيضع قيادات الدول العربية في ورطة، ولكن في النهاية تبين الأحداث الحالية أن الوضع لن يبقى مستقراً، فلا يمكنك احتلال شعب لعقود وعقود، _والاحتلال الإسرائيلي هو أطول احتلال في العصور الحديثة_، ومع ذلك تجد أن الغرب يشعر بالغضب مما تفعله حماس ولا يشعر بالغضب نفسه من احتلال يومي ومستمر.