أكد نشطاء سودانيون، ارتفاع حصيلة قتلى القصف المدفعي الذي شنته “قوات الدعم السريع” على أحياء بمدينة أم درمان غرب العاصمة الخرطوم أمس الخميس، إلى 40، وعشرات الجرحى.
وقالت “لجان مقاومة كرري” في أم درمان في بيان، اليوم الجمعة، “بسبب القصف العشوائي على المواطنين من قبل قوات الدعم السريع، ارتفع عدد الشهداء إلى 40 وأكثر من 50 إصابة”.
وأضافت أن “الحصر الدقيق للقتلى والمصابين جراء القصف ما زال جاريا”.
وكانت وزارة الصحة السودانية قالت فجر الجمعة، إن “المليشيا المتمردة (الدعم السريع) قصفت أحياء كرري بمدينة أم درمان، باستخدام الأسلحة الثقيلة مما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين، حيث وصل مستشفى النو التعليمي نحو 10 جثامين و48 إصابة”.
والخميس، اتهم ناشطون سودانيون “قوات الدعم السريع” شبه العسكرية بقتل 22 شخصا وإصابة 45 آخرين جراء قصف مدفعي شنته على مدينة أم درمان.
وتشكلت “لجان المقاومة” في السودان عام 2019، حيث قادت، آنذاك، الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس عمر البشير.
وفي ظل الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع التي دخلت عامها الثاني مخلفة أوضاعا إنسانية كارثية، تعمل تلك اللجان على توفير الخدمات للسكان، بما يشمل توفير الماء والطعام.
ومنذ مارس/ آذار الماضي فرض الجيش السوداني سيطرته على أجزاء واسعة من أم درمان، فيما لا تزال قوات الدعم السريع تتواجد في مناطق محدودة غرب وجنوب المدينة.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا، مما دمر أيضا البنية التحتية للبلاد.
وقتل آلاف المدنيين لكن الحصيلة الفعلية لقتلى وضحايا الصراع ليست مؤكدة. ووجهت للجانبين اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
ودفعت الحرب الملايين إلى شفا المجاعة وتسببت في أكبر أزمة نزوح في العالم وأشعلت فتيل موجات من عمليات القتل والعنف الجنسي بدوافع عرقية في منطقة دارفور بغرب السودان.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار 2023 محادثات بين الجيش و”الدعم السريع”، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.