تحولت الدراجات الهوائية إلى شريان الحياة في شوارع غزة، مع استمرار أزمة الوقود الناجمة عن الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
وللشهر التاسع على التوالي، يعاني القطاع من شح شديد في الوقود ما أثر على عمل خط المواصلات العامة.
وفي السابق استبدل المواطنون المواصلات العامة بالعربات التي تجرها الحيوانات وكونها وسيلة نقل بطيئة جدا فقد لجؤوا لاستخدام الدراجات الهوائية التي تمكنهم من الوصول إلى الأماكن التي يريدون الانتقال إليها في فترة زمنية أقل من تلك التي تستغرقها التنقل بالعربات.
وأصبح من اللافت استخدام الدراجات الهوائية في شوارع القطاع حيث يقول فلسطينيون في تقرير نشرته وكالة الأناضول، إن هذه الوسيلة باتت بديلا أساسيا عن المركبات خاصة مرنة الاستخدام في الطرق التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية.
ولفت التقرير إلى أن إغلاق المعابر ووقف الاستيراد أدى إلى ارتفاع أسعار الدراجات الهوائية المتوفرة في القطاع.
ويكشف التقرير أن فلسطينيين يلجؤون لشراء الدراجات المستعملة وصيانتها.
ومنذ بداية الحرب، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة ومنعت دخول البضائع، فيما سمحت بدخول كميات قليلة ومحدودة جدا من المساعدات الإنسانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر، قبل أن تسيطر على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو/ أيار الماضي.
ومنذ سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر، ترفض القاهرة التنسيق مع تل أبيب بشأنه، لعدم “شرعنة” احتلاله.
وفي 24 مايو، اتفق الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي جو بايدن، على “إرسال مساعدات إنسانية ووقود بشكل مؤقت من معبر كرم أبو سالم، لحين التوصل لآلية لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني”، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها لا تلبي شروطها، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في السادس من مايو/أيار، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.