الجمعة 12 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 13 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كيف تضعف إسرائيل أميركا في الشرق الاوسط؟

حين سئل جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرافض لمشروع وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 21 يوما ضد حزب الله في لبنان بعدما أشارت مصادر في مكتبه إلى موافقته، لم يجد المسؤول الأميركي جواباً.

بل أكد أن المقترح الفرنسي الأميركي أو “النداء” الذي انضمت إليه يوم الأربعاء الماضي عدة دول أوروبية وعربية، صيغ بالتشاور مع الجانب الإسرائيلي. وقال: “إن البيان الذي عملنا عليه لم يتم صياغته من فراغ، بل بعد مشاورات متأنية ليس فقط مع الدول التي وقعت عليه، إنما مع إسرائيل نفسها”. وتابع متسائلا: ما الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التصريح بذلك؟.”

لكن هذه ليست المرة الأولى التي ينسف نتنياهو المبادرات الأميركية منذ تفجر الحرب في قطاع غزة . فخلال الزيارات التسع التي قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، وجد الدبلوماسي الأميركي الرفيع نفسه على خلاف عدة مرات مع كبار القادة الإسرائيليين.

إذ في إحدى المناسبات، حث بلينكن في مؤتمر صحفي إسرائيل على وقف هجومها العسكري في غزة للسماح بدخول المساعدات إلى الجيب الفلسطيني.

لكن بعد لحظات معدودة، رفض نتنياهو الفكرة في بيان أذاعه التلفزيون، وقال فيه إنه أوضح لبلينكن أن إسرائيل ستواصل عملياتها “بكل قوة”.

كذلك، بعيد ساعات من تأكيد أميركا قبل أشهر أن الجانب الإسرائيلي وافق على مقترح للتهدئة في غزة، خرجت الحكومة الإسرائيلية نافية.

والأمر نفسه تكرر في ما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي، من ممر فيلادلفي الحدودي مع مصر، جنوب القطاع قبل أشهر أيضا.

ما أضعف بشكل كبير الموقف الأميركي. فقد عانى الرئيس الأميركي جو بايدن على مدار العام الماضي من أجل تحقيق التوازن بين دعم إسرائيل ضد حركة حماس في غزة، وحزب الله في لبنان وبين محاولته احتواء الخسائر بين المدنيين ومنع اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.

وواجه مرارا أوجه القصور في هذه الاستراتيجية، كان آخرها رفض إسرائيل أمس الخميس لمقترح تدعمه واشنطن بإعلان هدنة عبر الحدود اللبنانية بينما تواصل إسرائيل شن ضربات قتلت مئات اللبنانيين.

وفي السياق، قال جوناثان بانيكوف نائب ضابط المخابرات الوطنية السابق لشؤون المنطقة في الحكومة الأميركية “ما نراه هو حدود قوة الولايات المتحدة ونفوذها في الشرق الأوسط”.

كما رأى بعض الدبلوماسيين الأجانب أن تعامل بايدن مع الأوضاع في الشرق الأوسط المضطرب، وخاصة في طريقة الاستجابة لحرب غزة، أضعف مصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية. وقال أحد المسؤولين الغربيين “كان الخطأ الأصلي الذي ارتكبه بايدن هو القول إن بلاده ستقف إلى جانب إسرائيل مهما كلف الأمر. ولم نتعافَ من ذلك حتى الآن”.

كذلك، أكد دبلوماسي في الشرق الأوسط أن الدبلوماسية الأميركية “فشلت في ترهيب الخصوم”، مشيرا إلى أن بايدن أرسل أصولا عسكرية إلى المنطقة كتحذير لإيران والجماعات المتحالفة معها لكن يبدو أن ذلك لم يردعها على الإطلاق.

في حين أعاد بعض المراقبين هذا الفشل الأميركي، إلى إحجام بايدن عن ممارسة قدر كبير من نفوذ واشنطن، باعتبارها أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل والدرع الدبلوماسي لها في الأمم المتحدة، لإخضاع نتنياهو لإرادتها.