تنظيم الدولة الإسلامية - الصومال
الضربات الجوية التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال أمس السبت هي الأولى في ولايته الرئاسية الثانية، لكنها تتبع نمط تدخلات سابقة للجيش الأمريكي في الصومال.
فيما يلي نظرة على تاريخ التدخلات العسكرية الأمريكية في الصومال الذي سادت فيه الفوضى منذ سقوط الدكتاتور سياد بري في عام 1991.
* مهمة تحولت لمأساة
في ديسمبر كانون الأول 1992، صدق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عملية عسكرية شاملة بقيادة الولايات المتحدة للتعامل مع الحرب الأهلية والأزمة الإنسانية المتنامية في الصومال.
وبعد 10 أشهر، أسقط مسلحون صوماليون طائرتين هليكوبتر للجيش الأمريكي في مقديشو مما أدى إلى مقتل 18 جنديا أمريكيا في واقعة تحولت لعمل درامي في فيلم (بلاك هوك داون).
وكانت تلك وقتها أكبر خسارة يتكبدها الجيش الأمريكي في يوم واحد منذ حرب فيتنام. وانسحبت القوات الأمريكية في 1994 منهية بذلك مهمتها.
* شن ضربات جوية
بدأت الولايات المتحدة في تنفيذ ضربات جوية على الصومال في 2007 لاستهداف مسلحين من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة المدرجين على قائمة أخطر المطلوبين لدى واشنطن.
وفي 2014، قتل أحمد عبدي جودان زعيم حركة الشباب وتهليل عبد الشكور رئيس وحدة المخابرات فيها في غارتين منفصلتين بطائرات مسيرة.
وفي سبتمبر أيلول 2015، قتلت غارة جوية أمريكية بطائرة مسيرة عدنان جرار المتهم بأنه العقل المدبر لهجوم على مركز تجاري في نيروبي في 2013 أودى بحياة 67 شخصا.
وفي مارس آذار 2016، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن غارات جوية قتلت 150 مسلحا من حركة الشباب في منشأة تدريب.
* تصعيد
خلال ولاية ترامب الأولى، زادت واشنطن من عملياتها في الصومال بما في ذلك تنفيذ أول ضربات جوية أمريكية ضد مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية في 2017.
وللعديد من السنوات، اعتبر تنظيم الدولة الإسلامية تهديدا أمنيا محدودا في الصومال مقارنة بما تشكله حركة الشباب.
لكن في السنوات القليلة الماضية، أعاد فرع التنظيم في الصومال تشكيل نفسه وأصبح جزءا مهما من الشبكة العالمية للجماعة المتشددة.
وذكرت بعض وسائل الإعلام أن قائد فرع التنظيم في الصومال عبد القادر مؤمن أصبح الزعيم العالمي للجماعة.
ونفذت الولايات المتحدة عشرات الغارات الجوية بالتنسيق مع الحكومة الصومالية بين عامي 2016 و2020.
* انسحاب ثم عودة
في قرار اتخذه في اللحظات الأخيرة من ولايته الرئاسية الأولى في يناير كانون الثاني 2021، أمر ترامب بسحب كل القوات الأمريكية تقريبا من الصومال في إطار عملية انسحاب عالمية امتدت أيضا إلى القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق.
وفي 2022، تراجع الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عن هذه الخطوة وسمح بإعادة نشر أقل من 500 جندي أمريكي في الصومال انخفاضا من نحو 700 جندي سابقا.
وسمحت إعادة نشر قوات أمريكية بتدريب جنود صوماليين وتقديم المشورة والعتاد لهم دون المشاركة بشكل مباشر في أي عمليات قتالية. كما واصل بايدن حملة الضربات الجوية التي تستهدف مسلحين من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
وفي يناير كانون الثاني 2023، نفذت القوات الأمريكية عملية أسفرت عن مقتل القيادي الكبير في تنظيم الدولة الإسلامية بلال السوداني الذي وصفه البنتاجون بأنه عنصر أساسي في تسهيل عمل الشبكة العالمية للتنظيم.
وفي العام الماضي، وافقت واشنطن على بناء خمس قواعد عسكرية في الصومال لقوات لواء دنب، وهي وحدة من القوات الخاصة الصومالية دربها ضباط أمريكيون لتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب.