الأحد 26 رجب 1446 ﻫ - 26 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لاجئون سوريون في أوروبا.. فرحة بسقوط الأسد وخوف من العودة

شهدت الأحداث في سوريا تحولاً جذرياً يوم الأحد الماضي حين زحف مقاتلو المعارضة على دمشق بعد هجوم خاطف أجبر الأسد على الفرار إلى روسيا وأحيا آمال إنهاء حرب أهلية طاحنة درات رحاها 13 عاما وتركت البلاد أرضا خرابا.

والآن يخشى كثيرون أن يضطروا إلى العودة بينما تعيد الدول الأوروبية النظر في سياسات اللجوء الخاصة بالسوريين في ضوء هذه التطورات.

وبدأت الحرب السورية في 2011 بين قوات النظام وجماعات مختلفة من المعارضة، لتحصد أرواح مئات الألوف من الناس. ودمر القصف مدنا بأكملها، ونزح ملايين أو أصبحوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية.

وسارع آلاف المدنيين الذين فروا إلى تركيا ولبنان بالعودة إلى سوريا هذا الأسبوع والأمل يحدوهم في العيش بسلام في بلدهم.

لكن كان لثمانية لاجئين سوريين تحدثوا إلى رويترز في أوروبا رأي مختلفا. فالعودة تعني نهاية حياة جديدة غامروا بكل شيء من أجل بنائها.

فرحة غامرة ويأس

أظهرت بيانات للاتحاد الأوروبي أن طلبات اللجوء الأولى التي قدمها السوريون إلى الاتحاد الأوروبي بلغت ذروتها في 2015 و2016، متجاوزة 330 ألف طلب في كل من العامين، قبل أن تنخفض بشدة في السنوات الثلاث التالية. لكن الطلبات تضاعفت ثلاث مرات بين 2020 و2023 بعد زلزال مدمر واستمرار العنف والصعوبات الاقتصادية.

والآن علقت دول أوروبية منها اليونان البت في الآلاف من طلبات لجوء السوريين هذا الأسبوع في الوقت الذي تدرس فيه مقدار ما تتمتع به سوريا من أمن بعد رحيل الأسد.

ولم يتضح بعد ما إذا كان طالبو اللجوء سيُجبرون على العودة إلى سوريا. وقالت منظمة (برو آزيل) الألمانية غير الحكومية التي تقدم المساعدة القانونية لطالبي اللجوء إن الحالات ستظل معلقة إلى أن تنشر وزارة الخارجية تقريرا محدثا عن تقييمها الأمني في سوريا، وهو ما قد يستغرق شهورا.

وقال طارق العويس المتحدث باسم المنظمة لرويترز: “إن القرار قد يواجه تحديات قانونية لأنه يتعين على السلطات في أوروبا اتخاذ قرار بشأن طلبات اللجوء خلال ثلاثة إلى ستة أشهر من تقديمها”.

وكان الطبيب البيطري السوري حسن الصغير يحضر درسا لتعلم اللغة الألمانية في مدينة إرفورت يوم الاثنين الماضي حين سمع أن طلب اللجوء الذي تقدم به إلى ألمانيا قد عُلق بعد أن كان يأمل الانتهاء منه بحلول نهاية العام.

وقال لرويترز عبر الهاتف “تحطيم نفسي أكيد… بعد ما خلاص حطيت في بالك أن تأسس حياتك هون حياة جديدة وتدرس وتتعلم وتندمج هون وتبلش، أكيد بترجع للبلد اللي ما فيها مقومات حياة، ما في شيء”.

وقال الصغير (32 عاما) إنه فر من مدينة الرقة في 2018 خوفا من تجنيده في الجيش أو إحدى الجماعات المسلحة. وقضى بعض الوقت في لبنان والعراق وتركيا قبل أن يأتي إلى ألمانيا في 2023.

وقال “التجنيد عند الأكراد عم بيجندوا العالم (الناس)، عم بياخدوا العالم، يسحبوهم سحب من بيوتها، الأكراد نفس نظام الاسد يعني ما اختلف شيء”.

وأضاف الصغير عن أخبار سقوط الأسد قائلا “الأكيد فرحة كبيرة لكل السوريين الشيء هذا، بس الواحد هلأ جينا دفعنا مصاري (فلوس) وأديينا (استدان المال) يمين ويسار (من كل مكان) وكل ما تروح على مكان بدك تبلش حاجة جديدة ترجع أنك تبلش من الصفر، تقلع (ترحل لمكان آخر) وترجع تبلش من الصفر… فالأمور صعبة وحتى الواحد أما يفكر بالرجعة، الواحد هلأ الرجعة صعبة في سوريا، ما في شيء، ما في شيء تشتغله ما، في شيء تسويه”.

    المصدر :
  • رويترز