الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
كشف نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق قبل أيام ما يعد لأهل غزة حين قال: “الأمر مدروس جيداً، ولا نقول للغزيين أغرقوا أنفسكم في البحر (للهرب من القصف)، فمصر يجب أن تلعب دورها، و هناك 10 مدن تجهز في سيناء بالبنية التحتية والطعام والغذاء لـ اللاجئين”.
هذا الكلام استفز صناع القرار في القاهرة، سيما و أنه يتلاقى مع تصريحات أمريكية مشابهة لوزير الخارجية انتوني بلينكن و هو يتوجه إلى المنطقة، و عليه قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إحراج الحكومة الأمريكية بقول ما يريده أمام عدسات الكاميرات.
وقد يكون الموقف المصري تجاه الأحداث الأخيرة مشرفاً وحازماً ونبيلاً بالرغم من محاولات الاستفزاز ومحاولات دفع مصر للقيام بفعل يجعل الأزمة تتفاقم، إذ يواجه الرئيس السيسي تحديات صعبة داخلياً وخارجياً.
و تحت شعار “منع تمدد الأزمة” جارٍ الآن تصفية فلسطين، الهوية والكيان والقضية بصمت، من دون تدخّل أحد أو توريط أحد، و تبرئة إيران وإحجامها وميليشياتها عن التدخل يشيران إلى أن دفع حماس للانتحار يخدم هدف الترانسفير، وبالتالي رسم خارطة شرق أوسط جديد.
و توافق “الديمقراطيات” الغربية على اعتبار أي معارضة لسياسات بنيامين نتنياهو وعدوانية الليكود “معاداة للسامية يؤكد أنها ماضية قدماً باتجاه تبنّي إستراتيجية”الترانسفير” و للأسف يُعتقد أن بلوغ هذه المرحلة يستدعي قول ذلك علناً أمام الرأي العام كما فعل الرئيس السيسي.
وقد لا يكون الوزير بلينكن مسروراً بتلك الطريقة التي وجدها من مضيفه المصري، لكنه في النهاية مضطر لسماع موقف مصر المحاذية جغرافياً لحدود قطاع غزة، و هي المعنية على المستوى الإقليمي بمعالجة مسألة غزة بكل تفاصيلها المعقدة، و القاهرة تمتلك مروحة علاقات عابرة للحدود، سبق و أن تم اللجوء لها بغية تحقيق الوساطة و إطلاق عجلة المفاوضات.