عناصر من حماس
استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية رموزا من حركة حماس المؤثرين في آلية إدخال المساعدات الإنسانية من جنوب ووسط قطاع غزة إلى مناطق الشمال، والذين هم من أجهزة الشرطة التابعة لحماس، ووجهاء العشائر.
وخلال الأيام الماضية اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة من المسؤولين في جهاز الشرطة التابع لحماس في غزة، وذلك على إثر دورهم في إنجاز اتفاق بين العشائر والمنظمات الدولية لتأمين دخول شاحنات المساعدات من الجنوب للشمال.
والمسؤولون الأربعة هم: قائد عمليات شرطة غزة اللواء فائق المبحوح، ومدير لجنة الطوارئ غرب غزة أمجد هتهت، ورائد البنا مدير مباحث شمال غزة والمسؤول عن تأمين المساعدات للشمال، ومدير شرطة مخيم النصيرات محمد البيومي.
واتهم المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة، إسرائيل بقتل أكثر من 100 من العاملين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية خلال أسبوع واحد، مشيراً إلى أن ذلك تم في ثماني مجازر منفصلة، أدت أيضاً لإصابة العشرات.
وقال المكتب الإعلامي، في بيان صحفي، إن “إسرائيل تهدف من وراء ذلك تكريس سياسة التجويع وتعميق المجاعة بشكل أوسع، رغم تحذيرات المنظمات والمؤسسات الدولية من التداعيات الخطيرة لذلك، ونشر الفوضى والفلتان الأمني والفراغ الإداري في قطاع غزة”.
وأضاف: “نطالب المنظمات والهيئات الدولية ودول العالم لإدانة جرائم الاحتلال المتتالية، وممارسة الضغط على إسرائيل لوقف حرب الإبادة الجماعية، ووقف حرب التجويع، ووقف المجازر بحق شعبنا الفلسطيني والمدنيين والأطفال والنساء”.
وقال رئيس اللجنة العليا للعشائر في القطاع، حسني المغني، إن “الاستهداف الإسرائيلي للقائمين على اتفاق إدخال المساعدات الإنسانية لغزة وشمالها يهدف لتخريب الاتفاق وضمان عدم تنفيذه”، مشدداً أن إسرائيل تحاول فرض مخططها المتعلق بتولي العشائر بشكل مباشر إدارة غزة.
وأوضح المغني، في حديث لـ”إرم نيوز”، أن “المسؤولين الأربعة الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الأيام الماضية، كانوا مشرفين على تنفيذ اتفاق جرى التوصل إليه بين العشائر ومنظمات إغاثية دولية، وتم تنفيذه قبل الهجوم على مجمع الشفاء الطبي”.
وأضاف: “كان هناك تنسيق عالي المستوى بين العشائر وأجهزة الشرطة في غزة لإيصال المساعدات للسكان، والحيلولة دون وصولهم لنقاط الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي، وهو الأمر الذي كان يتسبب بمقتل وإصابة المئات”.
وبيّن أن “عمليات الاغتيال أوقفت مؤقتاً تنفيذ الاتفاق، خاصة وأن الجيش الإسرائيلي استهدف عدداً من أبناء العشائر الذين يتولون مهمة تأمين شاحنات المساعدات وإيصالها لغزة وشمالها”، مبيناً أن إسرائيل تخوض حرب تجويع ضد سكان غزة والشمال.
وأشار المغني، إلى أن “العشائر تجري مشاورات فيما بينها للاتفاق على آلية تمكنها من استئناف اتفاق إيصال المساعدات الإنسانية لغزة والشمال”، مبيناً أن العشائر ترفض التعاطي مع المحاولات الإسرائيلية للتواصل المباشر مع الوجهاء والمخاتير.
ويعتقد الخبير في الشأن الفلسطيني، مصطفى إبراهيم، أن “اغتيال إسرائيل لرموز حماس المؤثرين في آلية إدخال المساعدات لغزة يأتي لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة: الأول ضمان عدم وصول المساعدات بآلية منظمة لمناطق الشمال”.
وأوضح إبراهيم، أن “هذا الهدف يضمن لإسرائيل تجويع سكان الشمال وإجبارهم على النزوح نحو مناطق الوسط والجنوب، وبالتالي إفراغ غزة من سكانها سواء بالقصف العنيف أو بالجوع”.
وأشار إبراهيم، إلى أن “الهدف الثاني يتمثل في الإبقاء على حالة الفوضى الأمنية في غزة وشمالها، ودفع السكان نحو النزوح للجنوب”، لافتاً إلى أن إسرائيل لديها خطة تضمن لها البقاء في غزة لأطول فترة ممكنة”.
وأضاف: “أما الهدف الثالث فيتمثل في إجبار الوجهاء والعشائر على القبول بالمخطط الإسرائيلي المتعلق بتولي زمام الأمور الإدارية في غزة بدلاً من حكومة حماس”، مشيراً إلى أنه وفي هذه الحال سيكون الملف الأمني بيد إسرائيل.
وتابع: “بتقديري الأوضاع ستزداد سوءاً في غزة وشمالها، وإسرائيل ستنفذ المزيد من عمليات الاغتيال لكل من يشارك في تأمين إدخال المساعدات لغزة والشمال”، مبيناً أن أي اتفاق حتى لو كانت الأمم المتحدة طرفاً فيه فإنه يتعارض مع المخططات الإسرائيلية.