أكد الإعلامي الموالي لسلطات الانقلاب والمقرب من الأجهزة الأمنية، أحمد موسى، أن ملك البحرين، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، قد زار الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، في منزله بمنطقة مصر الجديدة، خلال زيارته لمصر، التي اختتمها الثلاثاء، وأعقبها بالتوجه إلى الأردن مباشرة، لحضور القمة العربية.
ووصف موسى، عبر صفحته بموقع “فيسبوك”، الزيارة بأنها كانت “خاصة وشخصية”، كاشفا أنها استمرت نحو ساعة، وأنه كان في استقبال العاهل البحريني، بمنزل مبارك، مبارك نفسه، وقرينته سوزان مبارك، ونجلاه علاء، وجمال.
وعلَّل موسى الزيارة بأنه “تربط مبارك علاقة شخصية مع الملك حمد منذ عهد والده الشيخ عيسى”.
وكان مصدر بحريني، نفى بشكل رسمي، ما تردد حول الزيارة، مؤكدا، في تصريحات نقلتها صحيفة “اليوم السابع”، أن أجندة ملك البحرين، في مصر، لم يدرج عليها أي لقاءات أو مواعيد، وأن مباحثاته مع السيسي استحوذت على كل وقته.
وفي المقابل، أكدت صحيفة “صدى البلد”، وفضائية “الحياة”، المقربتان من سلطات الانقلاب، زيارة ملك البحرين لمبارك في منزله، نظرا لأن “الزعيمين تجمعهما صداقة وطيدة منذ زمن طويل”، وفق كل منهما.
وتُعد زيارة ملك البحرين إلى القاهرة، هي الرابعة منذ تولي السيسي، مقاليد الحكم بمصر، في حزيران/ يونيو 2014.
وسبق أن زار الملك حمد، مبارك، ثلاث مرات، في مستشفى المعادي العسكري، الذي كان يقضي فيه مدة حبسه، في أعقاب ثورة كانون الثاني/ يناير 2011.
وكان رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، قد استقبل الملك حمد، الاثنين، في زيارة لمصر استغرقت يومين، واصطحبه السيسي في موكب مشترك إلى مقر رئاسة الجمهورية، حيث تم إجراء مراسم الاستقبال الرسمي، واستعراض حرس الشرف.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، علاء يوسف، بأنه تم عقد جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين.
ومن جانبه أكد الملك حمد سعادته بزيارة القاهرة، مشيدا بإسهامات مصر على مدى سنوات طويلة في دعم عملية التنمية في البحرين، على حد قوله.
إلى ذلك، تردد أن الهدف من زيارة ملك البحرين لمصر قبل الأردن، هو للتنسيق لمصالحة مصرية- سعودية.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن توقيت الزيارة قبل يوم من انعقاد القمة العربية في الأردن، يدل على وجود جهود خليجية لكي تتم المصالحة بين القاهرة والرياض، وتهيئة الأجواء للقمة المنتظرة بين الملك سلمان والسيسي.
وفي هذا السياق، قال عضو “مجلس نواب ما بعد الانقلاب”، مصطفى بكري، إن زيارة الشيخ حمد للقاهرة، تهدف إلى التنسيق المشترك بين مصر والبحرين حول القضايا الراهنة على الساحة العربية، وتحديدا تنقية الأجواء العربية بين مختلف البلدان، والسعي لإيجاد توافق حول ما يحدث في سوريا، والقضية الفلسطينية.
لكن مراقبين قالوا إن الهدف الأهم، الذي تم استغلال الزيارة لتحقيقه، هو نقل رسالة لمبارك، بأن “يلم جمال مبارك نفسه”، والتوقف عن الظهور إعلاميا.
وأشاروا إلى أن العلاقة بين السيسي وملك البحرين ومبارك، ظلت متواصلة ومفتوحة منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، بما يسمح لملك البحرين بنقل رسائل بين السيسي ومبارك، أكثر وضوحا وحدة ومباشرة بدلا من الرسائل الإعلامية التي ينقلها إعلاميو المخابرات، وتحذر جمال مبارك من طموح منافسة السيسي انتخابيا.