بعد استعانة موسكو بلواء “الدببة” الروسي الموجود في بوركينا فاسو، أثيرت تساؤلات حول قدرته على تغيير المعادلة الصعبة في مقاطعة كورسك، التي هاجمتها القوات الأوكرانية قبل أكثر من 3 أسابيع.
وقال خُبراء إن انسحاب لواء “الدببة” من بوركينا فاسو؛ لمساندة ودعم القوات الروسية في صد الهجوم على كورسك، قد يغيّر المعادلة الصعبة التي فشلت القوات الروسية في حلها منذ الهجوم الأوكراني، لعدم تفرغها لـكورسك خاصة.
وأضافوا، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن هذا اللواء معروف بقدرته على تحقيق النصر وفض الاشتباك، وهو ما تحقق في الكثير من الأزمات في أفريقيا.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الروسي، أندريه أونتيكوف، إن القوات الروسية لن تفشل في معركة كورسك، فهي لم تدخلها حتى الآن حتى نجزم بالنصر أو الفشل، إذ إن روسيا تحشد قواتها في هذا التوقيت في الشرق الأوكراني، وتحديدًا في كل من بوكروفسك ودونيتسك ودونباس؛ لتحقيق أهدافها بضم هذه الأقاليم للولاية الروسية.
وأشار أونتيكوف، إلى أن القوات الروسية قادرة على إعادة أراضيها، وإن كان البعض يرى ذلك، ظاهريًا، سهلًا؛ نظرًا لقدرات الدب الروسي.
وأضاف: “لكن هذا يتطلب السرعة أولا في وضع خطط الهجوم وعدم الانتظار طويلا حتى ضم الأقاليم الأوكرانية، نظرًا لأن كييف نجحت في بناء الكثير من التحصينات العسكرية داخل كورسك، وهو ما يُصعّب المهمة على القوات الروسية”.
وأوضح أنه في حال نجاح القوات الأوكرانية في تعزيز وجودها، فأول شيء عليها فعله داخل المدينة الروسية، بعد بناء التحصينات هذه، استخدام أحدث الأجهزة الأمريكية الألمانية في التشويش الإلكتروني لتعطيل الاتصالات عن المدينة نهائيا، كما حدث في هجوم السادس من أغسطس الماضي.
وأردف أن القوات الروسية مُنهكة بشكل ملحوظ؛ نظرًا للمحاربة في جبهات متعددة، وتحديدًا في كورسك؛ بسبب ضعف الإمدادات العسكرية وحتى الغذائية للجنود الروس، وهو ما تحاول استغلاله القوات الأوكرانية بشكل أكبر لإجبار الجنود الروس على الاستسلام، واتخاذ ذلك وسيلة للضغط على روسيا لإجبارها على التفاوض.
وعن انضمام لواء “الدببة” لروسيا لدعم قواتها في كورسك، قال الباحث في العلاقات الدولية، غسان معلوف، إن وزارة الدفاع الروسية تُشرف بشكل غير مباشر على اللواء الذي أنشئ العام الماضي؛ لحماية المصالح الروسية في شبه جزيرة القرم، ونجح في لعب أدوار مهمة لتعزيز النفوذ الروسي داخل أفريقيا، بدايةً من مطلع العام الجاري، وتحديدًا في بوركينا فاسو بعد انسحاب القوات الفرنسية من القارة السمراء.
وأشار معلوف إلى أن هذا اللواء قد ينجح في تحقيق أهدافه حال انخراطه في الصراع داخل كورسك الروسية في حالة واحدة، هي دعمه بأفراد من القوات النظامية للقوات الروسية، الذين لا يقل عددهم عن حوالي 5 آلاف جندي، بالإضافة إلى تسليحهم بأحدث الأسلحة الروسية لاستخدامها في الصراع.
وأضاف أن خطوة انسحاب هذا اللواء أثارت حفيظة ومخاوف القادة العسكريين الأوكرانيين؛ بسبب قدرته على تغيير أوراق اللعبة، بتنفيذ أعمال عدائية ضد القوات الأوكرانية باستخدام الأسلحة الخفيفة، وهذه الطريقة هي إستراتيجية خاصة به تمكّن خلالها من تحقيق الكثير من الأهداف الروسية في أفريقيا.