وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إلى كييف الخميس في زيارة مشتركة لإظهار الدعم لأوكرانيا التي تكافح للصمود في وجه هجوم روسي.
وعرضت قناة (بي.إف.إم) التلفزيونية لقطات حية للقطار الليلي الذي أقل الزعماء لدى وصوله إلى العاصمة الأوكرانية.
واستغرق الإعداد لهذه الزيارة أسابيع، إذ يتطلع الزعماء الأوروبيون الثلاثة للتغلب على انتقادات داخل أوكرانيا بسبب ردود فعلهم تجاه الحرب.
وقال ماكرون لدى وصوله إلى كييف “إنها لحظة مهمة. إنها رسالة وحدة نبعث بها إلى الأوكرانيين”.
وردا على سؤال حول سبب القيام بالزيارة الآن، قال مسؤول في قصر الإليزيه إنهم رأوا أن من الأفضل القيام بذلك قبل قمة للاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل والتي من المقرر أن تناقش مساعي كييف للانضمام إلى التكتل الذي يضم 27 بلدا.
ومن المقرر أن تقدم المفوضية الأوروبية غدا الجمعة توصية بشأن وضع أوكرانيا كمرشح لعضوية الاتحاد، وهو أمر لم تكن الدول الأوروبية الكبرى متحمسة بشأنه.
وقال المسؤول بالإليزيه “يجب إيجاد توازن بين التطلعات الطبيعية لأوكرانيا إلى (الانضمام) إلى الاتحاد الأوروبي في وقت له خصوصية شديدة، والاهتمام بجميع البلدان التي لديها بالفعل وضع مرشح والعالقة في المفاوضات وحقيقة أنه يجب علينا عدم زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي أو تمزيقه”.
مقاومة بطولية
في حديثه في رومانيا الأربعاء، قال ماكرون إن الوقت قد حان لأوروبا لطمأنة أوكرانيا بشأن طموحاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال دون الخوض في تفاصيل “نحن في مرحلة نحتاج فيها إلى إرسال إشارات سياسية واضحة، نحن الأوروبيين، تجاه أوكرانيا وشعبها عندما تقاوم بشكل بطولي”.
وانتقدت كييف فرنسا وألمانيا، وبدرجة أقل إيطاليا، متهمة الدول الثلاث بالتردد في دعمها، والبطء في تسليم الأسلحة وتغليب مصالحها الخاصة على حرية وأمن أوكرانيا.
وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة بيلد الألمانية هذا الأسبوع إنه قلق من أن يضغط الزعماء الثلاثة على كييف لقبول اتفاق سلام في صالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال “سيقولون إننا بحاجة إلى إنهاء الحرب التي تسبب مشاكل الغذاء ومشاكل اقتصادية … وأننا بحاجة إلى إنقاذ ماء وجه بوتين”، في إشارة إلى تعليقات ماكرون هذا الشهر بأنه من الضروري عدم إذلال الزعيم الروسي.
وقال دراجي يوم الثلاثاء متحدثا في هذا الشأن إن من المهم أن تبدأ محادثات السلام في أقرب وقت ممكن، لكنه أضاف أنها يجب أن تكون “بشروط تعتبرها أوكرانيا مقبولة”.
ومن المتوقع أن يطالب زيلينسكي الزعماء الزائرين بإرسال المزيد من الأسلحة لمساعدة جيشه الذي يعاني من ضغوط شديدة للصمود في وجه الغزاة الروس.
ووجهت أوكرانيا انتقادات بشكل خاص للمساعدات العسكرية الألمانية، وأخبر سفيرها في برلين، أندري ميلنيك، محطة (إن.تي.في) الألمانية أنه يتوقع أن يسلم شولتز أسلحة ثقيلة كان قد وعد بها منذ فترة طويلة ولكن لم يتم تسليمها بعد.
ونفى شولتز المزاعم بأنه عرقل الدعم العسكري الذي تشتد الحاجة إليه، قائلا إن ألمانيا أحد أكبر الداعمين العسكريين والماليين لأوكرانيا، وإن تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام أنظمة المدفعية المتطورة يستغرق وقتا.