الجمعة 12 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 13 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما هي العوامل التي تحدد توجهات الناخبين الروس الأميركيين في انتخابات 2024؟

الرّوس الأميركيون يشكلون مجموعة ثقافية ودينية متنوعة تؤثر على خياراتهم الانتخابية، مع تباين الآراء بين الأجيال المختلفة في الانتخابات القادمة.

ويصعب إحصاء الرّوس الأميركيون عدديا ضمن جنسية مرجعية واحدة، ذلك أن أصولهم تعود لدول الاتحاد السوفيتي، التي حصلت على استقلالها بعد انهياره. بالتالي، فإن الهوية الروسية تعتمد على تعريف الفرد لنفسه، أو اللغة التي يتكلمها داخل المنزل، أو جنسية والديه، وغير ذلك من اعتبارات.

رغم ذلك، تقول بيانات رسمية أميركية إن عدد الأميركيين من أصل روسي يتجاوز ثلاثة ملايين شخص، يتركزون في ولايتي نيويورك وكاليفورنيا. وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا تزايد عدد الناطقين بالروسية في ولاية فلوريدا بشكل ملحوظ.

وينعكس هذا التنوع وربما التعقيد في الخلفيات الثقافية والسياسية للرّوس الأميركيين على رؤيتهم للانتخابات الرئاسية والنيابية المقررة الثلاثاء، وبدأت التصويت المبكر منذ أواخر سبتمبر الماضي في أغلب الولايات التي يقطنونها.

وبين الجيل الجديد، والجيل المحسوب على الاتحاد السوفييتي، بعض الفوارق التي تحدد توجه الناخبين، فمثلاً يميل القدامى الذين لا يزالون يحتفظون بعلاقات وثيقة مع عائلاتهم في روسيا ويحافظون على ثقافتهم الروسية، إلى المرشحين المتحفظين تجاه العلاقات مع روسيا.

كما يولون اعتباراً للقيم الأسرية ودور الدين في الحياة العامة والحفاظ على قيم وتقاليد متوارثة، الأمر الذي يجعلهم في تضاد مع توجهات الحزب الديمقراطي، وكذلك الجيل الجديد من الأبناء والأحفاد، الذين يميلون للاتجاهات الليبرالية والتحررية.

ويلعب الدين كذلك دوراً في اختيار المرشح للرئاسة أو الكونغرس. فالروس الأميركيون ينحدرون من خلفيات دينية متنوعة، بينها الإسلام والمسيحية واليهودية، و40% منهم تقريبا يهود، بحسب صاموئيل كليغر، مدير الشؤون الروسية والأوراسية في اللجنة اليهودية الأميركية.

وكان كليغر قد أجرى بحثا بشأن توجهات اليهود الرّوس في الولايات المتحدة، ووجد أن أكثر من 70% منهم صوتّوا للمرشح الجمهوري “خلال العقدين الماضيين”، كما قال لصحيفة “إسرائيل هيوم” قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020.

الأمر نفسه أكده السياسي الروسي الأميركي، عضو الحزب الديمقراطي بروك كراسني، الذي رأى أن الرّوس صوّتوا لدونالد ترامب في حينه، بسبب موقفه الداعم لإسرائيل، وكراهيتهم لأي شيء يحمل نفحة من الاشتراكية، على حدّ تعبيره.

في الوقت نفسه، فإن الرّوس كغيرهم من مواطني الولايات المتحدة، يتأثرون بالسياسات الاقتصادية والوظيفية، والسياسات التي تمسّ الهجرة. وفي انتخابات 2024 تبرز هذه الأمور إلى جانب الموقف من الحرب في أوكرانيا، التي ترفضها أغلب المجموعات الأوراسية في الولايات المتحدة وأعلنت مواقفها تلك عبر بيانات أصدرتها منظمات عديدة تُعنى بشؤون الأميركيين الرّوس.

بالاعتماد على هذه القضايا والرؤى، يمكن التنبؤ بالموقف لهذا العام. فمن جهة، يعد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا والدعم المتواصل لإسرائيل، وكذلك مواجهة السياسات الليبرالية في عملية التعليم وموقفه المناوئ لمجتمع الميم، والاهتمام بالقيم التقليدية للأسرة وعلاقة الدين، بالإضافة إلى سياساته الاقتصادية التي تعد الأميركيين بأنهم قد يتجاوزون أزمة التضخم التي شابت فترة بايدن.

ومن جهة أخرى، تعبّر كاملا هاريس عن السياسات التي انتهجها جو بايدن خلال الأعوام الماضية، فعلى الرغم من دعمهما القوي لإسرائيل، فإن الإعلان بين فينة وأخرى عن تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا يشي بأن هذه الحرب باتت مجهولة المصير، وكذلك فإن الاتهامات المتكررة لروسيا والصين من جانب حزبها حول تدخلهم في توجيه الناخبين الأميركيين، يجعل كثيرا من الرّوس في موقف المتحفظ الذي لا يزال يحمل انتماء كبيرا لبلده الأم، من الصورة السلبية التي يتم ترسيخها عن روسيا.

في حديثه لـ”إسرائيل هيوم”، قال كليغر إن الرّوس الذين وصلوا الولايات المتحدة وهم أطفال أو وُلدوا فيها، يرون المجتمع الأميركي “من خلال عدسة رؤية عالمية تتعارض مع العقلية التقليدية لليهود الناطقين بالروسية”، مضيفاً “في انتخابات 2016 ركزت دراستي على كيفية تصويت الفئة العمرية 18-30 بين الأميركيين الناطقين بالروسية ورأيت أنهم انقسموا بنسبة 50:50 تقريباً” بين مرشحيّ الحزب الديمقراطي والجمهوري (هيلاري كلينتون ودونالد ترامب)”، وقال إن هؤلاء الشباب فضّلوا بايدن في انتخابات 2020.

    المصدر :
  • الحرة