اختار الحزب الحاكم في الهند، الكاهن الهندوسي، “يوغى أديتياناث” رئيسا لوزراء ولاية أوتار براديش ، وهي أكبر ولاية هندية، ويزيد عدد سكانها على 200 مليون نسمة، ويشكل المسلمون 20 في المائة من عدد السكان ( 40 مليون نسمة).
وأدى الكاهن الهندوسي، المعروف بتوجهاته المعادية للمسلمين، ويحرض على قتلهم، اليمين الدستورية حاكما لأكبر ولاية بالهند، وسط انتقادات موجهه لحزب رئيس وزراء الهند الهندى ناريندرا مودى.
ومن أقوال “يوغى أديتياناث” التحريضية خلال حملته الانتخابية: “إذا قتل المسلمون رجلا هندوسيا سنقتل 100 من الرجال المسلمين”.
ويدعم أديتياناث اجراءات على طريقة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمنع من يسميهم “الإرهابيين” من الدخول إلى الهند.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الكاهن المتشدد كان عضوا بالبرلمان الهندي لخمس دورات، ولديه أكثر من عشر قضايا جنائية مرفوعة ضده، منها بمحاولة القتل، وفى خطاباته التحريضية التي ألقاها في كافة أرجاء ولاية أوتار براديش الهندية الفقيرة، دافع طويلا عن المثل الهندوسية، بل إنه حرض أتباعه على قتل المسلمين.
وخصصت صحيفة “الغارديان” البريطانية، مقالها الافتتاحي اليوم عن فوز حزب “بهاراتيا جاناتا” القومي الهندوسي وحلفائه بنسبة أكثر من 80 في المئة من أصوات الناخبين في ولاية أوتار براديش الهندية، والذي جاء تحت عنوان “متطرف معاد للإسلام يفوز بأكبر انتخابات هذا العام”.
وقالت الصحيفة إذا كان العالم قد تنفس الصعداء إثر فشل السياسي الشعبوي المعادي للإسلام، خيرت فيلدرز، في أن يصبح زعيم أكبر حزب في هولندا، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا، إذ اعقب ذلك فوز حزب معاد للإسلام في أكبر انتخابات جرت هذا العام.
وأضافت أن ولاية أوتار براديش ليست دولة مستقلة لكنها تشكل أكبر وأهم ولايات الهند وتعد الانتخابات فيها رابع أكبر انتخابات ديمقراطية في العالم بعد بقية الهند والولايات المتحدة وأندونيسيا.
وتعد الانتخابات في هذه الولاية الأهم في الهند، ولها حصة 80 مقعدا في البرلمان الهندي الذي يبلغ عدد مقاعده 545 مقعدا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرجل الذي اختاره رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لقيادة ولاية اوتار براديش، موطن نهر الغانغ الهندوسي المقدس و ضريح تاج محل رمز عمارة السلاطين المغول المسلمين، هو القومي الهندوسي يوغي أديتياناث، وهو رجل دين هندوسي وسياسي انتخب لخمس مرات سابقة، واتهم بمحاولات قتل وتحريض على عمليات اجرامية وأعمال شغب.
وتتهم افتتاحية الصحيفة حزب بهاراتيا جاناتا بافتعال الأزمات دائما لتحويل الانتباه عن واقع الفقر الذي تعيشه البلاد.
وأوضحت أن ثمة من يدعو إلى بناء معبد هندوسي في موقع جامع إسلامي هدمته حشود قادها حزب بهاراتيا جاناتا في عام 1992 ، بحجة أنه مكان ولادة إله مقدس لديهم، مؤكدة انه كان ينبغي أن تصرف مثل هذه الأموال لتجهيز الطاقة الكهربائية لأكثر من نصف بيوت الولاية التي تفتقد إليها، أو لتخفيض معدل وفيات الاطفال فيها وهو الأعلى بين ولايات الهند.
واختتمت الصحيفة مقالها الافتتاحي: “إن هذه الأمة التي كان يقال عنها يوما ما إنها تنجح على الرغم من آلهتها المتعددة، نراها تتراجع اليوم بسبب هذه الآلهة المختلفة”.