الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 12 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

محاولات فاشلة.. أمهات يبحثن عن حليب لإطفالهن في غزة

الفرنسية
A A A
طباعة المقال

تبحث الفلسطينية أميرة الطويل في صيدليات قطاع غزة عن حليب لإطعام طفلها يوسف الذي يحتاج إلى علاج وغذاء لكن كل محاولاتها لتأمينه باءت بالفشل.

يستلقي يوسف بجسده النحيل على السرير في مستشفى الأقصى في دير البلح وقد ربطت رجله بحقن وريدية.

تقول الطويل “يوسف يحتاج إلى علاج وغذاء جيد، الحليب غير متوافر نهائيا”. وتضيف الأم “أُطعمه حاليا بعض القمح لكن لا حليب. هذا ما يجعله يعاني من الانتفاخ، طلبوا مني أن أجري له فحصا لحساسية القمح”.

ويعاني أهالي غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة لليوم الـ241، مخلفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى ودمارا هائلا ومجاعة متفاقمة في القطاع المحاصر، حرب ألقت بظلالها على مختلف شرائح المجتمع لاسيما الأطفال بعد استشهاد أكثر من 30 بسبب سوء التغذية.

وتشاطر نهى الخالدي مأساة الطويل، وتحكي قصة طفلها سيف ومعاناته، “طوال الليل وهو يتألم ويعاني المغص والانتفاخ، تم تأجيل العملية التي كانت مقررة له وهذا يمكن أن يسبب له انفجارا في الأمعاء”.

وتضيف الخالدي “نعتمد على ما يأتي من مساعدات لإعطاء الأولاد، وهذا يؤثر كثيرا على صحتهم لأنهم اعتادوا على حليب يتناسب مع أجسادهم”، قبل أن تتدارك وهي تحاول حبس دموعها “لا يتوفر أي نوع حليب في الأسواق”.

ويترافق ذلك مع تأكيد أطباء منهم طبيب الأطفال في مستشفى الأقصى حازم مصطفى بأن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر أدى إلى تفاقم الوضع، مطالبا بإدخال كميات كافية من الحليب حتى تتمكن الأمهات من إعطاء أطفالهن الغذاء المناسب ليكونوا بصحة جيدة”.

ويعتبر معبر رفح المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات إلى قطاع غزة من مصر قبل أن تتوغل القوات الإسرائيلية في السابع من أيار/مايو الماضي نحو رفح وتسيطر على المعبر الحدودي، مما تسبب بمنع دخول أي مساعدات إلى قطاع غزة كما لم يتمكن أي من الجرحى والمرضى من الخروج للعلاج.

وتتصاعد أوجه هذا الواقع “المأساوي” وسط تأكيدات من منظمة الصحة العالمية السبت الماضي أن أكثر من أربعة من أصل خمسة أطفال أمضوا يوما كاملا بدون تناول الطعام مرة واحدة على الأقل خلال ثلاثة أيام.

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في بيان إن “الأطفال يتضورون جوعا”، في حين تتصاعد تحذيرات عدة من منظمات الإغاثة بشأن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة دون الخامسة بسبب شح وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وكان فحص أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” لأكثر من 93,400 طفل دون الخامسة في غزة للتأكد من سوء التغذية، خلصت نتائجه إلى أن 7280 منهم يعانون سوء تغذية حاد، إذ يعاني شمال قطاع غزة من سوء التغذية حيث لم يتلق من بقوا هناك من السكان سوى قليل من المساعدات في الأشهر الأولى من الحرب.