الخميس 7 ربيع الثاني 1446 ﻫ - 10 أكتوبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مخاوف من تكرار "السيناريو الليبي" في أوكرانيا بسبب تكديس الأسلحة

تواصل الولايات المتحدة وحلفائها بالغرب تقديم الدعم العسكري إلى أوكرانيا، عتبر تقرير إعلامي فرنسي، أن الدعم العسكري الذي تتلقاه أوكرانيا في الحرب ضد روسيا، يبدو سلاحا ”ذا حدين“، خصوصا أن تكديس الأسلحة من قبل الغرب قد يجر البلاد إلى حرب أهلية مثلما حصل في ليبيا.

وقال موقع ”موندافريك“ في تقرير، إن ”مخاطر تسليم الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة للأسلحة بكميات كبيرة إلى أوكرانيا لدعمها في حربها ضد التدخل الروسي ستكون له تداعيات كبرى وعواقب وخيمة على أمن الأوكرانيين قبل أي طرف آخر“.

وأفاد التقرير، أن ”الغرب يقوم بتزويد كييف بآلاف الأسلحة من جميع الأنواع، كما أن مجلس الشيوخ الأمريكي صادق على برنامج مساعدات أمنية بقيمة 40 مليار دولار، ومن هنا تأتي مخاطر انتشار الأسلحة، كما كان الحال في الملف الليبي“.

ويضيف التقرير موضحا: لم يتخيل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ولا رئيس حلف الناتو، أندرس راسموسن، آنذاك، ولا وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها، هيلاري كلينتون، أنه من خلال إعلانهم الحرب على العقيد الليبي السابق، معمر القذافي، بإنهم سيشعلون النار في منطقة الساحل ثم غرب أفريقيا لعقود قادمة“.

وأضاف: ”في ذلك الوقت، ارتفعت أصوات عديدة معارضة، للتحذير من المخاطر التي تتعرض لها أفريقيا نتيجة توزيع السلاح بشكل عشوائي“.

ووفق التقرير، يخيم ”السيناريو الليبي“ على أوكرانيا، فمنذ أن تولت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، السلطة، سلمت الولايات المتحدة للجيش الأوكراني كميات هائلة من الأسلحة، وصل عدد القطع فيها إلى أكثر من 14 ألف قطعة، ناهيك عن الترسانة الخاصة بالاتحاد الأوروبي، الذي التزم بتقديم دعم مالي لاقتناء السلاح بما يزيد عن 1.5 مليار يورو، فضلا عن تلك الإمدادات الخاصة بالدول خارج الاتحاد الأوروبي، مثل اليابان وأستراليا والمملكة المتحدة التي كدست السلاح بشكل عشوائي ومبالغ فيه في أوكرانيا مما ينبئ بخطر كبير على أمن المنطقة“.

وقال التقرير نقلا عن خبراء وديبلوماسيين أفارقة وأوروبيين، إن ”الغرب أراد في وقت ما مكافحة الإرهاب في أفريقيا لكنه قام بتغذية الحروب الأهلية، وذلك بزرع السلاح في كل المناطق حتى أصبح متاحا للجميع الاقتتال، أما بخصوص سيناريو الحرب في أوكرانيا فالغربيون لديهم أموال طائلة، لذا يمكنهم أن يضعوا جزءا هاما منها لدعم أوكرانيا عسكريا، لكن الخطر يكمن في أن البلاد ستصبح ساحة حرب أهلية، باعتبار أن الجميع يملكون السلاح“.

ويظل هذا التأثير الجانبي طفيفًا مقارنة بالتهديدات الأخرى، التي يشكلها هذا السيل من الأسلحة الفتاكة على أوكرانيا، إذ كشف العديد من الخبراء حقائق صادمة حول مخاطر هذه الشحنات، وجميعهم أعربوا عن قلقهم من أن ”الولايات المتحدة تتجاهل نفسها فيما يتعلق بمراقبة الأسلحة الموردة للميليشيات المدنية والجيش في أوكرانيا، الخطر هو أنه على المدى الطويل، ينتهي الأمر بوجود هذه الأسلحة في أيدي ميليشيات أخرى“.

وأكد التقرير أن ”واشنطن على دراية بالخطر الذي سينتج عن سياسة دعم أوكرانيا بالسلاح، دون حساب للتداعيات، إذ إن جزءا فقط من الأسلحة يصل إلى وجهته، في حين سيتم، على الأرجح، بيع النسبة الأكبر في السوق السوداء، ليصبح السلاح متاحا للجميع“.