كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن وجود خلايا شيعية في البحرين تموّلها إيران ، وتعمل على صناعة “أسلحة” قوية يمكن أن “تغير قواعد اللعبة”، مقابل الأسلحة الخفيفة التي تستخدمها شرطة المملكة خلال ست سنوات من بدء الحركة الإحتجاجية ضد حكومة المنامة.
وذكرت الصحيفة في تقرير نقلاً عن المحققين البحرينيين، أن هذه الخلايا التي بنت مصنعاً سرياً للقنابل، تعتبر أكثر مهارة من تلك العصابات التي كانت تلقي بقنابل حارقة على الشرطة.
وأكدت أن إيران تسلح بشكل ضخم مجموعات إرهابية تدعمها في البحرين من خلال تدريبهم ونقل أسلحة إليهم، مشيرة إلى أن السلطات البحرينية كشفت في 30 أيلول 2015 أنها أوقفت عصابة تتبع “الحرس الثوري” الإيراني كانت تقيم مجمعاً ضخماً تحت الأرض في إحدى ضواحي المنامة. وأوضحت أنه تم تجهيز المنشأة لاستيعاب شبكة موسعة من المخابئ تحت أرضية فيلا، لافتة إلى وجود مدخل واحد للمصنع أقيم بشكل مخفي وراء خزانة المطبخ، حيث فوجئت شرطة البحرين عندما وجدت عدداً كبيراً من المخارط والمكابس الهيدروليكية لصنع قذائف خارقة للدروع، كما عثرت على صندوق للمتفجرات العسكرية من نوع “سي 4” وجميعها من أصل أجنبي، بكميات يمكن أن تغرق سفينة حربية.
وأضافت أن المحققين في العملية أفادوا بتقرير تقني سري قدم إلى مسؤولين أميركيين وأوروبيين في الخريف الماضي، أن معظم هذه المحجوزات لم تسبق رؤيتها في البحرين ، موضحة أن المسؤولين البحرينيين اتهموا مرات عدة طهران بالتحريض على العنف، وأن الإستخبارات الغربية لاحظت جرأة جديدة من قبل إيران في دعم المتمردين المسلحين في البحرين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تبين من خلال الوثائق والمقابلات التي أُجريت مع مسؤولي الإستخبارات الحاليين والسابقين، أن المسلحين يستفيدون من برنامج تدريبي متقدم ينظمه “الحرس الثوري” في طهران بشأن تقنيات التفجير المتقدمة وحرب العصابات، معتبرة أن هذه العمليات الإيرانية تهدف إلى بناء شبكة من الميليشيات الشيعية المسلحة الموالية لطهران في مناطق أخرى من الشرق الأوسط من اليمن إلى العراق وسوريا .
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في المخابرات الأميركية يتمتع بخبرة طويلة في مراقبة الاضطرابات المدنية والسياسية في البحرين قوله، “إننا نشهد المزيد من الدلائل على جهود إيران الرامية إلى زعزعة الإستقرار”.
وأضافت الصحيفة أنه وفقاً لتقرير سري صدر عن عناصر إستخبارية أوروبية وأميركية في الخريف الماضي، فقد عثر خلال السنوات الثلاث الماضية على ترسانة كبيرة من الأسلحة المعدة لتغيير قواعد اللعبة في البحرين، موضحة أن الإستخبارات الغربية تشعر بعدم الإرتياح إزاء تدخلات إيران في البحرين سيما في ظل تزايد إمتلاك أسلحة خطيرة تؤثر في المعادلة الأمنية في المملكة.
مصادر