أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، على أن أحد شروط التسوية في أوكرانيا يجب أن يكون إلغاء القيود والعقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
واعتبر أن استمرار الصراع في أوكرانيا مفيد للولايات المتحدة، التي زادت من تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا نتيجة للعقوبات المفروضة على روسيا، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية اليوم الأحد.
كما كتب على قناته في تليغرام: “تستثمر الولايات المتحدة بكل سرور في الصراع بين روسيا وأوكرانيا. وبحسب الأرقام لهذا العام، تضاعف تصدير النفط من الولايات المتحدة إلى أوروبا (+101%، أي 37.3 مليون طن إضافية). والغاز الطبيعي المسال – بمقدار 18.5 مليون طن (+181%)”، مضيفاً أن “الربح الذي تجنيه الولايات المتحدة من ذلك، يثير الإعجاب”.
بمثابة مكافأة
فيما أردف أنه “في نهاية المطاف، أوروبا تضطر لقبول ذلك نظراً لنقص المواد الخام، والذي نتج عن العقوبات المناهضة لروسيا”.
ومضى قائلاً إن “انتهاء الصراع الروسي- الأوكراني يمكن أن يقوض مكانة الغاز المسال الأميركي في أوروبا (أحد شروطنا -هو رفع العقوبات)”.
في حين وصف اقتراح كييف بفتح الوصول إلى الموارد الطبيعية في أوكرانيا، خاصة في المناطق التي قررت الانضمام إلى روسيا، بأنه بمثابة مكافأة للولايات المتحدة، لافتاً إلى أن احتياطيات المواد الخام المعدنية فيها أكبر بأضعاف من أي منطقة بقيت تحت سيطرة كييف.
زيلينسكي وترامب
يشار إلى أن صحيفة “فاينانشال تايمز” كانت نقلت عن مصادر، قبل أيام، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفي محاولة منه لإثارة اهتمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، عرض عليه ما يسمى بـ”خطة النصر” تضمنت عنصرين صمما خصيصاً من أجل ترامب، وهما إتاحة الموارد الطبيعية الأوكرانية للشركات والمؤسسات الأميركية، واستبدال القوات الأميركية في أوروبا بواسطة قوات أوكرانية مدربة (لا سيما أن الجيش الأوكراني قد نال خبرة معتبرة في القتال خلال السنوات الأخيرة).
وحسب الصحيفة، قدم زيلينسكي هذه الخطة لترامب خلال اجتماعهما في نيويورك سبتمبر الماضي.
ثم كشف مستشار رئيس مكتب زيلينسكي ميخائيل بودولياك لاحقاً عن عنصري “خطة النصر” الأوكرانية اللذين وضعا خصيصاً من أجل ترامب.
وقال في مقابلة لبودولياك مع صحيفة “لا ريبوبليكا”: “لدينا رواسب معدنية نادرة مثل الليثيوم والتيتانيوم والتي يمكن التنقيب عنها واستخراجها سويا، كما أن لدينا استعداداً عسكريا عالياً، يمكن أن يمثل بديلاً جزئياً للوحدة الأميركية في عدد من المناطق، لا سيما في أوروبا”.
فيما لفت إلى أن أوكرانيا تتوقع أن تزيد الولايات المتحدة الضغوط على روسيا، بما في ذلك من خلال فرض عقوبات اقتصادية جديدة.
تعهد بإنهاء الحرب
يذكر أن ترامب كان تعهد مراراً خلال حملاته الانتخابية بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فيما ألمح نائبه جيمس ديفيد فانس، في سبتمبر الفائت إلى بوادر “خطة سلام” في جعبته إذا وصل إلى البيت الأبيض.
كما أثنى ترامب أكثر من مرة أيضاً على ذكاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحنكته، مؤكداً أن علاقة جيدة تربطه به.
في حين انتقد أيضاً إغداق الإدارة الأميركية الحالية الملايين على كييف، ما أثار مخاوف الأخيرة، فضلاً عن حلفائها الأوروبيين.