تضغط الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إيران لرفع الحظر عن دخول عدة مفتشين عن تخصيب اليورانيوم إلى مواقع نووية إيرانية، لكن المدير العام للوكالة رافائيل غروسي قال لرويترز إن نجاح هذه المحاولة يبدو مستبعدا.
وقال غروسي في مقابلة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة “ضاعت هذه الفرصة للأسف”.
وتندد الوكالة بشدة بالخطوة التي اتخذتها طهران قبل عام ووصفتها بأنها “غير مسبوقة” وأنها “ضربة خطيرة للغاية” لقدرتها على تنفيذ عمليات تفتيش مجدية للمنشآت النووية الإيرانية.
وكان مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة اعتمد في يونيو حزيران قرارا يدعو إيران إلى زيادة التعاون مع الوكالة وإلغاء حظر هؤلاء المفتشين.
وقال غروسي لرويترز “كانوا يقولون حتى بضعة أشهر مضت إنهم يفكرون في الأمر، والآن يقولون إنهم لن يعيدوا إدراج هؤلاء المفتشين في قائمة (المصرح لهم بدخول المواقع النووية)، لذا ضاعت هذه الفرصة للأسف”.
ويسعى غروسي إلى عقد اجتماع في طهران الشهر المقبل مع الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، ويأمل أن يؤدي ذلك إلى تحريك القضايا الخلافية طويلة الأمد بين الوكالة وإيران بشأن مشكلات تشمل آثار اليورانيوم غير المبررة التي عُثر عليها في مواقع غير معلنة، بالإضافة إلى توسيع نطاق مراقبة بعض الأنشطة.
ولكن من غير الواضح الآن ما إذا كان غروسي سيضغط بجدية من أجل إلغاء حظر دخول المفتشين الذين يعرفون جيدا أنشطة التخصيب في إيران. وتشكل أنشطة التخصيب جوهر برنامج طهران النووي.
ويقول دبلوماسيون إن منع دخول المفتشين للمواقع النووية لم يترك في الفريق سوى خبير واحد في التخصيب.
واتضحت أهمية هذه الخبرة في يناير/ كانون الثاني 2023 عندما لاحظ أحد المفتشين تغيرا طفيفا، إلا أنه مهم، في مجموعة من أجهزة الطرد المركزي التي لم تبلغ طهران الوكالة بشأنها.
وتسبب هذا التغيير في ارتفاع مستوى التخصيب إلى نسبة قياسية عند 83.7 بالمئة.
وقال دبلوماسيون إن المفتش الذي رصد ذلك التغيير، وهو خبير روسي في التخصيب، تم حظر دخوله إلى المواقع النووية في وقت لاحق من ذلك العام وقبل وقت قصير من حظر الآخرين.
وتخصب إيران اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو ما يقترب من نسبة 90 بالمئة اللازمة لصنع الأسلحة.
وأظهر مقياس للوكالة أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب إلى هذا المستوى، وإذا تم تخصيبه إلى مستوى أعلى فإنه قد ينتج أربع قنابل نووية تقريبا، وبحسب تقرير للوكالة صدر في أغسطس آب، يمكنها إنتاج عدد أكبر من القنابل عند مستويات أقل.
وتقول الوكالة إنه لا توجد دولة أخرى خصبت اليورانيوم إلى هذا المستوى إلا وصنعت قنبلة نووية.
وتقول قوى غربية إنه لا يوجد مبرر مدني لذلك. وتقول إيران إن أهدافها سلمية تماما ولها الحق في التخصيب إلى أي مستوى.
وقال تقرير منفصل للوكالة في أغسطس/ آب إن إيران كتبت إلى الوكالة في يونيو/ حزيران قائلة إن موقفها “فيما يتعلق بحظر هؤلاء المفتشين لم يتغير وسيظل هذا الموقف كما هو”.
وعلى الرغم من السماح لأي دولة برفض المفتشين المكلفين بتفقد منشآتها النووية، تقول الوكالة إن طهران تجاوزت الممارسات المعتادة.