قام الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، بتنفيذ عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، أسفرت عن 8 شهداء وإصابة 9 بجراح واعتقال العشرات وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل.
العملية العسكرية التي تركزت في محافظة جنين أسفرت عن 6 شهداء وما زالت مستمرة حيث ما زال الجيش الإسرائيلي يحاصر منزلا، بينما قتل في طوباس فلسطينيان، إضافة إلى اقتحام طولكرم ونابلس، وفق إعلام حكومي فلسطيني وشهود عيان للأناضول.
– جنين
في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أعلن الهلال الأحمر عن “نقل شهيد (22 عاماً) في قباطية (جنوب جنين) إلى أحد المراكز الطبية القريبة” دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
ومساء الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحية في بيان منفصل عن “3 شهداء جراء عدوان الاحتلال على قباطية قضاء جنين”.
وفي تفصيل القتلى الثلاثة، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن “طواقمها نقلت شهيدين من داخل سيارة تعرضت لإطلاق نار (إسرائيلي) في قباطية حيث تم نقلهما إلى المجمع الطبي في البلدة”.
بينما قالت وكالة الأنباء الرسمية “وفا”، إن الفلسطيني الثالث قتل برصاص إسرائيلي بينما كان على سطح منزل عائلته في البلدة”، لافتة إلى أنه “نُقل مصابا بجراح خطيرة إلى مستشفى الرازي بجنين حيث تم إعلان استشهاده هناك”.
وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن “شهيدين بقصف الاحتلال على قرية الشهداء جنوب جنين”.
وأفاد شهود عيان للأناضول، بأن مسيرة إسرائيلية قصفت سيارة فلسطينية عند ميدان الشهداء جنوبي جنين، ما أدى إلى تدميرها، وأشاروا إلى وجود قتلى داخل السيارة.
ووفق شهود عيان، فإن الجيش الإسرائيلي، يواصل محاصرة أحد المنازل في بلدة قباطية جنوب جنين، على وقع أصوات إطلاق نار في محيط المنزل وتعزيزات عسكرية في محيطه، حيث تشير التقديرات إلى وجود فلسطيني أو أكثر يرفض تسليم نفسه للجيش.
وأشاروا إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف “انيرجا” تجاه المنزل، وشرع بعملية تجريف في محيطه باستخدام جرافة.
ووفق تلفزيون فلسطين (حكومي)، هدم الجيش الإسرائيلي المنزل المحاصر.
وفي قباطية أيضا، أصيب مصور قناة “العربي” الخاصة ربيع منيِّر بالرصاص خلال تغطية اقتحام الجيش الإسرائيلي للبلدة.
وفي بيانات متتالية، أشارت جمعية “الهلال الأحمر” إلى أن طواقمها نقلت إلى المستشفى الثلاثاء 5 إصابتان من قباطية “إصابة بالرصاص الحي في البطن، إصابة طفل 3 سنوات من عضة كلب للجيش، إصابة لطفل (16عاما) بشظايا رصاص حي في القدم، إصابة بشظايا رصاص حي في الرجل، إصابة بالرصاص الحي في الفخذ”.
– طوباس
وفي محافظة طوباس، أعلنت وزارة الصحة في بيانين منفصلين عن “وصول شهيد برصاص الاحتلال إلى مستشفى طوباس الحكومي من بلدة طمون” وأن الهيئة العامة للشؤون المدنية، وهي جهة اتصال رسمية مع إسرائيل، أبلغتها “باستشهاد مواطنٍ ثانٍ في بلدة طمون، لم تعرف هويته بعد، حيث قام جيش الاحتلال باحتجاز جثمانه”.
وذكر شهود عيان أن قوة إسرائيلية اقتحمت طمون وحاصرت منزلا، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة، وقصفته بقذائف محمولة على الكتف، ما أدى لتدمير جدرانه.
وفي وقت سابق الثلاثاء، انسحب الجيش الإسرائيلي من مخيم الفارعة جنوبي طوباس بعد عملية عسكرية استمرت ساعات، اعتقل خلالها عددا من الفلسطينيين وجرف شوارع، ودمر بنية تحتية وداهم منازل فلسطينية.
– طولكرم
كما اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة طولكرم من عدة محاور، وحاصر مخيمي طولكرم ونور شمس، وما زالت العملية مستمرة (حتى 11:00 بالتوقيت المحلي)، وفق شهود عيان.
وذكر الشهود أن الجيش دفع بتعزيزات للمدينة وحاصر منزلا في حي “ذنابة” بالمدينة واعتقل مواطنا فلسطينيا على الأقل.
ووفق بيانات متفرقة، نقلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الثلاثاء إلى المشافي 4 إصابات “إصابة بالرصاص الحي لرجل مسن (63 عاما) في الوجه من مخيم طولكرم، إصابة بالرصاص الحي في القدم لشاب (24عاما)، إصابة بالرصاص الحي في اليد لشاب من مخيم طولكرم، إصابة لشاب (27 عاماً) اعتداء بالضرب من مخيم نور شمس”.
ومساء الثلاثاء، دفع الجيش الإسرائيلي “بمزيد من التعزيزات العسكرية تجاه مخيمي طولكرم ونور شمس، تزامنا مع استمرار عدوانها على المدينة ومخيماتها”، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية.
وألحقت الجرافات “دمارا كبيرا في البنية التحتية وممتلكات المواطنين في المخيمين، وشملت تدمير لشبكات المياه المغذية لهما، مما تسبب في انقطاعها” وفق الوكالة.
وأضافت “وفا” أن “قوات الاحتلال داهمت العشرات من منازل المواطنين في حارة المنشية في مخيم نور شمس، وفتشتها وحولت عددا منها لثكنات عسكرية وأخضعت سكانها للاستجواب والتحقيق الميداني، واعتقلت ثلاثة مواطنين” .
– نابلس
في محافظة نابلس، نفذ الجيش الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت العشرات في بلدتي بورين ومادما جنوبي المدينة.
وقال شهود عيان للأناضول إن الجيش الإسرائيلي اعتقل 11 مواطنا على الأقل من قرية بورين، و20 مواطنا على الأقل من قرية مادما.
وإجمالا، ارتفع الثلاثاء عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 777 منذ بدء الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إضافة إلى نحو 6 آلاف و300 جريح، وفق رصد مراسل الأناضول استنادا إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
وبالتزامن مع الإبادة المتواصلة في قطاع غزة، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كما صعد المستوطنون اعتداءاتهم.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل على غزة إبادة جماعية بدعم أمريكي مطلق خلفت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.