جلعاد إردان
لم تكد تنطفئ حكايته مع النجمة الصفراء في مجلس الأمن، حتى عاد مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان للواجهة ثانية.
فبينما كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، يتحدث عن خطورة الوضع في غزة أمس الجمعة 10\11\2023، قائلا إن طفلا يقتل في المتوسط كل عشر دقائق بالقطاع بفعل ضربات تل أبيب والهجمات على المستشفيات والقطاع الصحي، استشاط المسؤول الإسرائيلي غضباً.
وهاجم إردان المنظمة الدولية معتبرا أن إسرائيل تفعل من أجل مصلحة سكان غزة أكثر بكثير مما تفعله منظمة الصحة أو أي هيئة أخرى تابعة للأمم المتحدة، وفق تعبيره.
كما اتهم المسؤول الإسرائيلي العديد من العاملين في الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، في غزة، بأنهم أنفسهم أعضاء في حركة حماس، التي توعدت تل أبيب بالقضاء عليها. وزعم أن الوقت حان لدحض أسطورة الحقائق المقدمة من الأمم المتحدة، وفق كلامه.
كما رد على كلام المسؤول الأممي الرفيع، بأن إسرائيل شكلت قوة عمل لإنشاء مستشفيات في جنوب غزة. وفي 12 أكتوبر\تشرين الأول، أمرت إسرائيل حوالي 1.1 مليون شخص في غزة بالتحرك جنوبا قبل اجتياحها البري.
وتابع أن إسرائيل تجري محادثات في مرحلة متقدمة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ودول أوروبية بشأن إنشاء مستشفى ميداني وسفن مستشفيات عائمة، بحسب زعمه.
وأضاف أن إسرائيل سهلت قيام الأردن بإسقاط المساعدات الطبية جوا على المستشفيات في شمال غزة، وفق قوله.
Correct me if I'm wrong but I think it's the first time in history we're witnessing a state not only murder UN workers on such a scale but actually tell the UN they deserved it, and scold THEM for criticizing the killings.
I simply have no words. https://t.co/5jhyHt0IfT
— Arnaud Bertrand (@RnaudBertrand) November 11, 2023
وكما النجمة الصفراء، لم تمر هذه التصريحات مرور الكرام، بل فجرت غضباً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا أن كلام المسؤول الإسرائيلي اعتبر دليلا على تورط تل أبيب بقتل موظفين أمميين، وأن إردان برر ذلك بأنهم يستحقون كونهم ينتمون لحماس.
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير بها المبعوث الإسرائيلي جلعاد إردان جدلا واسعا في مجلس الأمن.
فقبل أيام، أثار غضبا في الداخل الإسرائيلي بسبب نجمة صفراء علقها مع فريقه أثناء جلسة اعتبرها البعض إهانة لما تعرض له اليهود في الماضي، من اضطهاد حينما فرضتها أوروبا عليهم إبان الاحتلال النازي، ما اعتبروه سلوكا مهينا.
وبعدها، وجه إردان انتقادات عنيفة على الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، مطالباً إياه بالاستقالة والاعتذار أيضا، بعدما ندد الأخير خلال كلمته أمام مجلس الأمن بـ”انتهاكات القانون الدولي” في غزة، ودعا إلى وقف إطلاق نار فوري.
لكن ما أغضب إسرائيل على وجه الخصوص قول غوتيريش إنّ “الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاماً للاحتلال الخانق”، مشدّدا على أهمية الإقرار بأن “هجمات حماس لم تأت من فراغ”.
الجدير ذكره أن إسرائيل دأبت منذ بدء الصراع على استهداف المستشفيات، وما زالت حتى اليوم تواصل حصارها للعديد من المراكز الطبية في مدينة غزة، لاسيما مستشفى الشفاء الأكبر في القطاع، زاعمة أن حركة حماس شقت أنفاقاً تحته.