وزير الخارجية المصري سامح شكري (رويترز)
طالبت مصر بضرورة وجود تدخل دولي عاجل للوصول لهدنة إنسانية فورية في قطاع غزة، ووقف النار والسماح بإدخال المساعدات لسكان القطاع.
وخلال استقبال سامح شكري وزير الخارجية المصري، الأحد، لديفيد ساترفيلد المبعوث الأميركي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، طالب شكري بضرورة تكثيف آليات التنسيق بين جميع الأطراف من أجل ضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومستدام.
وكشف السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن شكري أطلع المبعوث الأميركي على حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع في ظل ارتفاع أعداد الضحايا من الفلسطينيين في غضون ثلاثة أسابيع، مشدداً على ضرورة وجود تحرك دولي جاد ومنسق لإنفاذ هدنة إنسانية فورية، وتجنيب تعريض المدنيين للمزيد من ويلات هذا التصعيد وتحت مبررات مغلوطة بمسميات حق الدفاع عن النفس أو مقاومة الإرهاب.
وأردف المتحدث باسم الخارجية أن النقاشات تطرقت كذلك للجهود المصرية بالتنسيق مع المنظمات ووكالات الإغاثة الأممية لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، حيث أكد شكري على أهمية تكاتف الجهود الدولية في هذه المرحلة لإزالة العوائق التي يضعها الجانب الإسرائيلي، موضحا أن الوضع المأساوي الراهن في غزة يحتم أن تتحرك الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة لضمان النفاذ الآمن والكامل والمستدام للمساعدات.
وفي سياق متصل، أكد وزير خارجية مصر على أن إنفاذ المساعدات هو ركن واحد من جهود التعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، ويتعين ألا يصاحبه توسيع في العمليات العسكرية البرية للقوات الإسرائيلية داخل القطاع، محذراً من التداعيات الجسيمة التي ستسفر عن الأمر على المستويين الإنساني والأمني، وتبعاتها المحتملة على توسيع دائرة العنف وتهديد الأمن والسلم في المنطقة.
ومن جانبه، أعرب المبعوث الأميركي عن حرصه على استمرار العمل المشترك لضمان إنفاذ المساعدات بشكل مستدام وكامل خلال الفترة القادمة، والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة.
وكانت مصر قد انتقدت تعنت إسرائيل في إدخال المساعدات ونجدة المواطنين الفلسطينيين.
وأكدت الخارجية المصرية أن عملية نقل المساعدات إلى القطاع تواجه مشكلات لوجستية رئيسية فرضها الجانب الإسرائيلي، حيث يشترط ضرورة تفتيش الحافلات بمعبر “نتسانا” الإسرائيلي المقابل لمعبر العوجة المصري، ثم تتوجه الحافلات بعد ذلك إلى منفذ رفح في رحلة تستغرق مسافة 100 كيلو متر قبل دخولها إلى القطاع، الأمر الذي يخلق أعباءً بيروقراطية ومعوقات تؤخر وصول تلك المساعدات بشكل كبير.
وكشف متحدث الخارجية أنه لوحظ وجود تشدد كبير من الجانب الإسرائيلي في إجراءات التفتيش، بل رفض دخول العديد من المساعدات لاعتبارات سياسية وادعاءات أمنية مختلفة، فضلاً عن البطء في إجراءات التفتيش، والتصعيد العسكري المتكرر على الجانب الفلسطيني من المعبر.