قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن المسؤولين الإيرانيين لديهم رغبة أكبر في التعاون مع الوكالة على نحو أكثر جدية بعد محادثات أجريت في نيويورك. وأعرب غروسي عن تطلعه إلى إحراز تقدم حقيقي في استئناف المناقشات بشأن الملف النووي الإيراني على وجه السرعة، مشيرا إلى أنه يعتزم زيارة طهران في تشرين الأول للقاء الرئيس مسعود بزشكيان.
ونقلت وكالة “رويترز” عن غروسي قوله “ما أراه هو رغبة معلنة في التعاون معنا بطريقة أكثر جدية” من قبل طهران. وتأتي التصريحات بعد محادثات أجراها غروسي مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلثاء. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية “بالطبع يتعين علينا الآن أن نحدد مضمونا ومحتوى لذلك، لأننا لا نبدأ من الصفر. لقد مررنا بعملية طويلة نسبيا دون ردود على بعض الأسئلة التي لدينا”.
منذ العام ٢٠١٩ وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي كانت إيران أبرمته مع قوى عالمية في 2015 في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، سرّعت إيران وتيرة العمل في برنامجها النووي.
يبدو ان ايران بدأت تعد العدة للمرحلة المقبلة ولمرحلة التفاوض على الملف النووي بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية. من هنا، تبدو لافتة بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ليونتها مع الوكالة الدولية، بعد اشهر من توتر في العلاقات بينهما. في خانة الاستعدادات ايضا، يصب تكليف عراقجي – وهو أحد المهندسين الرئيسيين للاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي حدّ من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الغربية المفروضة على البلد – وزارة الخارجية.
لكن الاشارة الابرز الى رغبة ايران باحياء “الاتفاق” هي مواقف ايران من طوفان الاقصى واحجامها عن الرد على اغتيال اسماعيل هنية وتركها حماس واليوم حزب الله، وحيدين، في وجه الة القتل الإسرائيليّة، وايضا مواقف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان “النوعية”، حيث قال “لا نعادي الولايات المتحدة. عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم عمليا. نحن إخوة للأميركيين أيضا”، مضيفا: إذا التزمت واشنطن بمراعاة حقوقنا فلن يكون لدينا خلاف معها لكننا لن نخضع للإذلال.