تقلصت فرص التوصل لاتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وذلك بسبب العقبات فيما يتعلق بأسماء وأعداد الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عنهم خلال مراحل الصفقة.
وبالرغم من تأكيد جميع الأطراف وجود تقدم في المفاوضات التي يديرها الوسطاء؛ إلا أن هذا التقدم طفيف للغاية، ولم يحقق أي انفراجة يمكن البناء عليها من أجل الإعلان عن البدء في المرحلة الأولى من التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نقلًا عن مصدر إسرائيلي، إنه “لا يوجد تقدم حقيقي في المفاوضات مع حركة حماس لكنها مستمرة”، مبينة أنه من الصعب توقع أن توافق حماس على صفقة دون إنهاء الحرب بشكل كامل”.
وأوضح المصدر، أن “قائمة الرهائن الأحياء لم تصل من حركة حماس، ولم ترد بقبول الصفقة، وأن التقييم الإسرائيلي يفيد بأنه من المشكوك فيه التوصل لصفقة خلال أسبوع، وأن الأمل هو موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الشهر المقبل”.
بدورها، نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر إسرائيلي، قوله، إن “الصفقة مع حركة حماس ليست في متناول اليد، بالرغم من التقدم في المفاوضات”، لافتًا إلى أنه لم يتم التوصل إلى تفاهمات فيما يتعلق بالقضايا الخلافية الأساسية.
تقدم بطيء
ويرى أستاذ العلوم السياسية، أسعد غانم، أن “التقدم الذي تشهده مفاوضات التهدئة بين طرفي القتال بغزة بطيء للغاية، ولا يمكن أن يؤدي لاتفاق للتهدئة بين حركة حماس وإسرائيل خلال الفترة القريبة المقبلة”، مبينًا أن الطرفين بحاجة لمزيد من الوقت للتوصل لاتفاق.
وقال غانم، إن “إسرائيل لا تتوقف عن وضع شروط جديدة في كل جولة للمفاوضات، خاصة ما يتعلق بملف الرهائن بغزة والأسرى الفلسطينيين في سجونها”، مشددًا على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرغب بتقليل تكلفة الإفراج عن الرهائن.
وأوضح “أن نتنياهو الذي دفع في السابق ثمنًا باهظًا للإفراج عن أسير إسرائيلي واحد في غزة، لا يرغب بدفع ذات الثمن، كما أنه غير متعجل بإتمام صفقة مع حركة حماس”، مؤكدًا أن عودة ترامب هي الوقت الأمثل بالنسبة لنتنياهو لإتمام الصفقة.
وأضاف “بتقديري ستكون الصفقة قريبة من الوقت الذي يتم فيه تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وهو ما يعطي الزعيمين امتيازات كبيرة ويرفع من أسهمها السياسية”، مؤكدًا أن إسرائيل تماطل لتحقيق المزيد من الإنجازات.
خسائر فادحة
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، جهاد حرب، أن “نتنياهو غير معني بالتوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، ويستغل وضع الحركة السياسي الضعيف لفرض إملاءاته وشروطه على المجتمع الدولي والمنطقة بأسرها”.
وقال حرب، إن “حركة حماس هي الجهة التي تحتاج أكثر من أي طرف للتهدئة، خاصة بعد هزيمة محور إيران والخسائر السياسية والعسكرية غير المسبوقة له”، مبينًا أن الحركة على يقين بأن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب.
وأضاف أن “إدراك الحركة هذا الأمر يدفعها لتقديم تنازلات كبيرة من أجل التوصل للتهدئة، لكنها لن تقبل التنازل عن مطلب وقف الحرب بشكل نهائي، وقائمة القيادات التي أعدتها للإفراج عنها في أي صفقة مقبلة مع إسرائيل”.
وأردف أن “هذين الشرطين هما المخرج الوحيد لحركة حماس من أجل تجنب الغضب الفلسطيني جراء الدمار الكبير الذي تعرض له قطاع غزة، وهو ما يضمن لها بقاء تأثيرها على الساحة السياسية الفلسطينية والإقليمية والدولية”.
وبين أن “الوصول إلى حل وسط بشأن هذين الأمرين يحتاج إلى ضغط أمريكي ودولي وإقليمي على طرفي القتال في غزة”، مشيرًا إلى أن ذلك قد ينجح مع اقتراب تنصيب ترامب، وقد يكون حفل تنصيبه المناسبة التي يعلن خلالها عن الاتفاق، حسب تقديره.