بعد أن خيم جوّ من التفاؤل الإقليمي إثر كشف الرئيس الأميركي، جو بايدن، قبل أيام عن خطته لوقف الحرب في قطاع غزة، والتي لا تزال بانتظار موافقة إسرائيل وحركة حماس عليها وسط ضغوط أميركية ودولية لقبولها، برز السؤال؛ “ما تفاصيل “خطة بايدن” وما الفرق عن “ورقة حماس” والتعديلات الإسرائيلية التي أدخلت عليها؟”
ولدى مقارنة النسخة العربية من “خطة بايدن” المعتمدة رسميا بلغتها الإنجليزية، بـ”ورقة حماس” في 5 مايو، يمكن ملاحظة التعديلات الآتية، وفق تقرير نشرته مجلة “المجلة”.
حذف كلمة “المتبادلة”:
ففي المرحلة الأولى، التي تمتد 42 يوما، تم حذف كلمة “المتبادلة” من البند الأول الذي أصبح ينص على: “التوقف المؤقت عن العمليات العسكرية من قبل الطرفين، وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقا وبعيدا عن المناطق المكتظة بالسكان لتتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة، بما في ذلك وادي غزة، أي محور نتساريم ودوار الكويت”.
كذلك حافظت الخطة على “انسحاب القوات الإسرائيلية إلى منطقة محاذية لحدود غزة مع تفكيك المنشآت والمواقع العسكرية كليا” في اليوم الـ22 من اتفاق غزة.
وحافظت “خطة بايدن” على “التوقف المؤقت عن العمليات العسكرية من قبل الطرفين، وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقا وبعيدا عن المناطق المكتظة بالسكان لتتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة” في المرحلة الأولى التي تمتد 42 يوما، وعلى “الإعلان عن استعادة الهدوء المستدام (توقف العمليات العسكرية والعدائية بشكل دائم)” في المرحلة الثانية، التي تمتد 42 يوما.
“الإيقاف المؤقت للطيران”:
فيما ثبتت “الإيقاف المؤقت للطيران” (العسكري والاستطلاع) في قطاع غزة يوميا لمدة 10 ساعات، ولمدة 12 ساعة في أيام تبادل المحتجزين والأسرى”.
أما في البند الثالث المتعلق بإطلاق سراح المتحجزات الإناث، رفعت “خطة بايدن” عددهن من 3 إلى 7.
ونصت “خطة بايدن” بالاسم على “إطلاق سراح هشام السيد، وأفيرا مانغستو، اللذين يعدان ضمن المحتجزين الـ33 المتفق على إطلاقهم في المرحلة الأولى”، مقابل “إطلاق إسرائيل 47 أسيرا من صفقة شاليط”.
تعديل شروط عدم إعادة اعتقال السجناء الفلسطينيين
كما تم تعديل شروط عدم إعادة اعتقال السجناء الفلسطينيين لتصبح: “لا يتم اعتقال الأسرى المحررين الفلسطينيين استنادا للتهم نفسها التي اعتقلوا عليها سابقا، كما أن الجانب الإسرائيلي لن يعيد الأسرى الفلسطينيين المحررين لقضاء المدد المتبقية من الأحكام الصادرة بحقهم، ولن يطلب من الأسرى الفلسطينيين المحررين توقيع أي مستند شرطا لإخلاء سبيلهم”.
حذف اسم الأونروا:
إلا أن “خطة بايدن” حذفت اسم “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين” (أونروا) من قائمة المنظمات الأممية التي ستعمل في غزة.
كذلك حذفت فقرة تتعلق بـ”رفع الإجراءات والعقوبات التي اتخذت بحق الأسرى والسجناء بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول”.
وتم حذف رقم 50 من عدد الجرحى العسكريين الذين سيخرجون إلى مصر عبر معبر رفح.
أما في المرحلة الثالثة، تم حذف بند: “إنهاء الحصار عن قطاع غزة”، واقترحت جملة بديلة تقول: “فتح المعابر الحدودية وتسهيل حركة السكان ونقل البضائع”.
وتم حذف اسم الأمم المتحدة كـ “ضامنة” للاتفاق مع أميركا وقطر ومصر.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها لا تلبي شروطها، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في السادس من مايو/أيار، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.