بينما يستمر الصراع وسط أوضاع معيشية صعبة، في اشتباكات ومواجهات اندلعت منذ منتصف أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، هناك أقاليم في حالة مروعة لا تحظى بالاهتمام الكافي إعلامياً.
وهذا ما أكده عمال إغاثة شهدوا على الفظائع التي تحصل في إقليم دارفور، وهي منطقة شاسعة وقاحلة إلى حد كبير في غرب وجنوب غربي السودان.
فقد وصفوا الوضع المروع هناك بـ “نهاية العالم” أو يوم القيامة، لاسيما وسط تعطل خطوط إمداد المساعدات ونزوح الآلاف من الأشخاص داخليًا وعبر الحدود.
وقال أحد مسؤولي الإغاثة الذي فضل عدم الكشف عن هويته لصحيفة الغارديان البريطانية “نشهد صراعين منفصلين.. الأول يحظى باهتمام كبير، وهو بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي في الخرطوم، أما الثاني، فهو الأكثر شرا، ويدور في دارفور”، حيث اندلع العنف الطائفي مرة أخرى بعد أن استهدفت ميليشيات عربية ودانية قبائل المساليت.
كما أضاف أن أغلب المساليت هربوا من المنطقة. وحذر من وجود معدلات عالية من سوء التغذية.
إلى ذلك، أعرب المسؤول الإغاثي عن مخاوفه من أن يصل القتال إلى ولاية الجزيرة، الواقعة بين النيلين الأزرق والأبيض، والتي تعتبر بمثابة سلة الخبز للبلاد، والتي نزح إليها كثير من سكان العاصمة الخرطوم بعد اندلاع الحرب، فضلا عن وجود 1.1 مليون لاجئ من جنوب السودان في ولاية النيل الأبيض، قد لا يتبق لهم خيار سوى العودة إلى بلادهم.
وكان تيبور ناجي، الرئيس السابق لمكتب إفريقيا بوزارة الخارجية الأميركية في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، أكد الأسبوع الماضي لمجلة فورين بوليسي أن هناك المزيد والمزيد من الميليشيات المتورطة في الصراع السوداني”، لاسيما في دارفور.
كما حذر من أن الوضع الإنساني سوف يزداد سوءًا”.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي كان نبه بدوره أمس الثلاثاء 3\10\2023 من أزمة جوع طارئة تلوح في الأفق على الحدود بين السودان وجنوب السودان، في وقت تستمر فيه العائلات الفارة من القتال في عبور الحدود.
ولفت إلى أن البيانات التي جمعها تظهر أنه “من بين ما يقرب من 300 ألف شخص وصلوا إلى جنوب السودان في الأشهر الخمسة الماضية، يعاني واحد من كل خمسة أطفال من سوء التغذية، كما يقول 90% من الأسر إنهم يقضون عدة أيام دون تناول الطعام”.
ويعيش السودان الذي لم يكن أصلا في أفضل أحواله، بل يعد من ضمن البلدان الأكثر فقراً، منذ اندلاع الصراع الدامي، ترديا متصاعدا في الأوضاع الإنسانية والإغاثية والمعيشية.