أكد مندوب فلسطين الدائم بالأمم المتحدة رياض منصور، أن أكثر من 470 ألف فلسطيني شمال قطاع غزة معرضون لخطر مذبحة وشيكة “جراء استمرار آلة القتل الإسرائيلية”.
جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة أرسلها منصور أمس الاثنين، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (سويسرا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة (فيليمون يانغ)، بشأن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بقطاع غزة.
ولفت منصور إلى أن “أكثر من 470 ألف إنسان في شمال قطاع غزة معرضون لخطر المذبحة الوشيك، ومئات الآلاف آخرين معرضين للخطر مع استمرار آلة القتل الإسرائيلية دون رادع أو عواقب”.
وقال: “تقوم إسرائيل بحرمان السكان الفلسطينيين في شمال غزة من الغذاء والماء والدواء وكل ما هو ضروري لحياة الإنسان منذ أسابيع، وتستهدف المستشفيات بشكل منهجي مما يحرم السكان من الرعاية الصحية”.
وذكر أن إسرائيل تنذر الأسر الفلسطينية للانتقال مرة أخرى إلى جنوب غزة بالقوة وضد إرادتهم، رغم عدم وجود أي مكان آمن للذهاب إليه.
وأردف: “حذرنا المجتمع الدولي من هذه الخطط الإجرامية، وناشدناه بالتحرك إلا أن مجلس الأمن لا يزال عاجزا عن التصرف في مواجهة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل، الأمر الذي يشجعها على المضي قدما دون أي اعتبار للقانون الدولي أو للحياة البشرية”.
ودعا منصور إلى ضرورة وضع حد للعقاب الجماعي الذي يتعرض له الفلسطينيون شمال قطاع غزة، وحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية.
وأكد في رسائله على ضرورة قيام مجلس الأمن بالتصرف وفقا لجميع الصلاحيات التي يتمتع بها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وأن يقوم بحماية المدنيين وإنقاذ النظام القانوني الدولي الذي تعمل إسرائيل على تدميره بشكل متعمد.
وطالب بضرورة قيام مجلس الأمن بالمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار وضمان امتثال جميع الأطراف له، ووقف النقل القسري والتطهير العرقي إلى جانب ضمانه تقديم المساعدة الإنسانية الفورية دون عوائق وعلى نطاق واسع من خلال الأونروا وجميع وكالات الأمم المتحدة الأخرى.
وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بدأ الجيش الإسرائيلي قصفا غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة بمحافظة شمال القطاع، قبل أن يجتاح هذه المناطق، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
وفي الوقت الذي تفرض فيه إسرائيل حصارا على محافظة شمال غزة تمنع إثره دخول إمدادات الطعام والمياه أو المساعدات، فإن المساعدات الواسلة لمناطق جنوب القطاع شحيحة ولا تلبي احتياجات النازحين الذين بات أغلبهم فقراء.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.