سلمت منظمة إيتا الإسبانية الانفصالية الشرطة الفرنسية لائحة بعدد من مخازن الأسلحة جنوب غرب فرنسا عبر وسطاء، وذلك في ظل توقعات بأن تنهي هذه الخطوة أكثر من أربعين سنة من صراع المنظمة المسلح لإقامة وطن مستقل في إقليم الباسك بشمال إسبانيا وجنوب غرب فرنسا.
وقال رئيس لجنة التحقق من تسليم أسلحة منظمة إيتا البروفيسور رام مانيكالينغام في تصريحات أدلى بها صباح اليوم السبت أمام وسائل الإعلام في مدينة بايون الفرنسية إنه تسلم من أحد ممثلي المجتمع المدني معلومات تتعلق بتحديد مواقع أسلحة منظمة إيتا، وإن هذه المعلومات تم وضعها تحت تصرف السلطات الفرنسية.
وأضاف أن هذه السلطات هي التي سيكون عليها التأكد من هذه المعلومات والعثور على ترسانة أسلحة إيتا.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن المنظمة سلمت الشرطة الفرنسية قائمة بثمانية مخازن أسلحة، بينما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر مقربة من الملف بتسليم المنظمة 122 مخبأ عبر “مهندسي سلام” من المجتمع المدني الفرنسي.
وذكر خبراء مكافحة الإرهاب الفرنسيون أن المخازن السرية ربما تحتوي على نحو 130 سلاحا وطنين من المتفجرات.
وقالت مصادر قريبة من الملف إن أجهزة الشرطة وخبراء في نزع الألغام تحت سلطة نيابة مكافحة الإرهاب في باريس التي تملك الصلاحية في هذا الإطار وضعوا في حالة استعداد بمنطقة الباسك الفرنسية “ومستعدون للتدخل في أي لحظة”.
وفي بيان مشترك عبرت حكومتا الحكم الذاتي بمنطقتي الباسك الإسبانية ونافارا وسكان بلاد الباسك الفرنسية عن دعمهم إجراءات هذه اللجنة.
وجاء رد فعل الحكومة الفرنسية على هذه الخطوة على لسان وزير خارجيتها ماتياس فيكل الذي أشار في تصريحات لوسائل الإعلام إلى أن تسليم منظمة إيتا قوائم مخابئ السلاح الثمانية “من طرف واحد” يعد “خطوة عظيمة”.
وأوضح أن رجال الأمن يعملون تحت إشراف السلطة القضائية على الوصول إلى هذه المخابئ.
من جهتها، أكدت الحكومة الإسبانية على موقفها بأن منظمة إيتا لن تحصل على مقابل سياسي إزاء تسليم سلاحها، وطالبتها بالإعلان عن حل نفسها.
وكانت منظمة إيتا أعلنت عزمها تسليم أسلحتها بالكامل اليوم السبت، وقالت لإذاعة وتلفزيون بي بي سي في وقت متأخر من أول أمس الخميس إنها ستسلم لائحة بمخابئ الأسلحة والمتفجرات التي تملكها وتقع كلها في فرنسا.
وأعلنت المنظمة أنها تخلت في أكتوبر/تشرين الأول 2011 عن العمل المسلح بعد 43 عاما من الصراعالدموي مع حكومات إسبانيا من أجل إقامة وطن مستقل في إقليم الباسك بشمال إسبانيا وجنوب غرب فرنسا، وقد نسب للمنظمة مقتل 8299 شخصا.
المصدر : الجزيرة + وكالات