تعتبر قضايا الشرق الأوسط من الأولويات الرئيسية لأي مرشح للرئاسة الأميركية، خاصة في ظل التطورات الخطيرة الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك الحرب في غزة ولبنان.
ومؤخراً تباهى المرشّح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب بمكالماته الهاتفية شبه اليومية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أنّ “علاقة جيّدة جدا” تجمع بينهما.
كما تعهّد الرئيس السابق بالعمل عن كثب مع القيادة الإسرائيلية إذا ما فاز بالانتخابات الرئاسية المقرّرة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
بالمقابل، تعود آخر مكالمة هاتفية علنية بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن ونتنياهو إلى 17 تشرين الأول/أكتوبر.
الأمر الذي يسلط الضوء على طريقة تعامل كل من ترامب والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس على طريقة تعاطيهما مع قضايا الشرق الأوسط خصوصا الحرب مع إسرائيل.
فقد حاول كل من ترامب وهاريس قبل أسابيع قليلة من الانتخابات استخدام إسرائيل كقضية خلافية: قال ترامب إن البلاد لن تكون موجودة في غضون عامين إذا هُزم، ووصفت حملة هاريس خطابه بشأن إسرائيل بأنه معادٍ للسامية.
ويختلف ترامب وهاريس حول مجموعة من الموضوعات المتعلقة بإسرائيل، بدءاً من كيفية خوض إسرائيل لمعاركها إلى رؤيتهما المختلفة تماماً لدور أميركا في العالم، وفق تقرير لموقع “تايمز أوف إسرائيل”.
القتال في غزة
ونبدأ من الحرب في غزة حيث يريد كل من المرشحين نهاية سريعة للحرب، إذ تميل هاريس إلى صياغة رؤيتها لنهاية الحرب من حيث التعاطف مع ضحاياها الفلسطينيين والإسرائيليين وهي محاولة لسد الفجوة في حزبها بشأن القتال.
فيما دعا ترامب منذ أشهر إلى إنهاء الحرب على الفور، ففي مارس/آذار الماضي أكد على ضرورة فعل ذلك بسرعة وكرر هذه الدعوة في الأشهر التي تلت ذلك.
لكن هاريس تؤكد على وقف إطلاق النار بينما يؤكد ترامب على الانتصار الإسرائيلي، حيث اعتبر أن الحرب قرار إسرائيلي.
الاتفاق النووي
كذلك كان أحد أكثر الاختلافات حدة في السياسة الخارجية بين ترامب وبايدن، قبل أربع سنوات، يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، الذي تم توقيعه في عام 2015 عندما كان بايدن نائبا للرئيس وباراك أوباما رئيسا.
وقيد الاتفاق البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات، وبناءً على طلب نتنياهو، انسحب ترامب من الاتفاق في عام 2018.
فيما سعى بايدن، في الأشهر الأولى من توليه منصبه إلى استعادته.
ضرب إيران
أما فيما يتعلق بضرب إيران فلديهم وجهات نظر مختلفة حول كيفية قيام إسرائيل بذلك.
فمنذ أن أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل في بداية أكتوبر، كثر الحديث عن الضربة الانتقامية الإسرائيلية.
وأشارت الولايات المتحدة إلى أنها تدعم الرد الإسرائيلي، وأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
في المقابل عندما كان رئيساً، أمر ترامب باغتيال قاسم سليماني، وهو جنرال إيراني بارز. لكنه معروف بكرهه للحرب، ولم يقل ما إذا كان سيوافق على مشاركة الولايات المتحدة في ضربة الآن.
جدير بالذكر أن من المقرر أن يواجه ترامب هاريس، في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن الاثنين متقاربان في نسب التأييد.