تمثال لفيليكس دزيرجينسكي
وضعت السلطات الروسية، الإثنين، تمثالاً لفيليكس دزيرجينسكي مؤسس الشرطة السياسية السوفياتية [تشيكا] في مقر الاستخبارات الخارجية الروسية في موسكو، في دليل جديد على احياء تراث الاتحاد السوفياتي في روسيا.
وأسس دزيرجينسكي بعد بداية الثورة البلشفية بقليل، في 1917، ما عرف بداية باسم تشيكا [هيئة الطوارئ الروسية لمكافحة الثورة المضادة والتخريب] التي تحولت لاحقاً إلى جهاز الكي جي بي الشهير.
الكي جي بي بدوره تحولّ إلى جهاز الأمن الفدرالي الروسي مع انهيار التكتل الشيوعي.
والتمثال نسخة طبق الأصل تقريباً من تمثال “فيليكس الحديدي”، الرجل المسؤول عن هذه الشرطة والذي ظل قائماً لعقود في العاصمة الروسية في ساحة لوبيانكا، مقر الكي جي بي ومن ثم جهاز الأمن الفدرالي الروسي.
🇷🇺 A bronze statue of "Iron Felix" Dzerzhinsky, the ruthless founder of the Soviet secret police and architect of the Red Terror which followed the 1917 revolution, was unveiled on Monday at the headquarters of Russia's foreign spy service. pic.twitter.com/Fe1SWbkkd7
— PiQ (@PriapusIQ) September 11, 2023
تم إنزال التمثال الأول الذي وضع عام 1958، في آب/أغسطس 1991 على يد حشد من سكان موسكو أثناء الأحداث التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفياتي.
دشن التمثال الجديد الذي وضع أمام المقر العام لجهاز الاستخبارات الخارجية الإثنين من قبل رئيسه سيرغي ناريشكين، الذي وصف فيليكس دزيرجينسكي بأنه “شخص مخلص وحازم” وهو “رمز لحقبته ومثال للصدق التام”.
كان فيليكس دزيرجينسكي [1877-1926] أحد مهندسي الرعب البلشفي الذي أدى إلى اعتقالات وإعدامات جماعية.
عملية إحياء الارث السوفياتي تتقدم منذ سنوات في روسيا بدفع من فلاديمير بوتين، عميل الكاي جي بي سابقاً الذي أصبح مدير جهاز الأمن الفدرالي.
وتم مؤخراً تدشين تماثيل لستالين، في حين كثف بوتين المقارنات بين النزاع في أوكرانيا والحرب العالمية الثانية.
ولا ينكر الكرملين حملات القمع السوفياتي، بل يضعها في منظورها الصحيح ويصفها بأنها مأساة لا مذنب حقيقياً فيها.
وفي نهاية عام 2021، أمر القضاء الروسي بحل منظمة ميموريال غير الحكومية الحائزة جائزة نوبل للسلام، والتي وثقت الجرائم السوفياتية لأكثر من 30 عاماً، ومارست ضغوطاً على الدولة للاعتراف بمسؤوليتها في هذا الصدد.
وتم تخريب العديد من اللوحات في ذكرى ضحايا القمع السوفياتي في الأشهر الأخيرة في موسكو.
وتمت ملاحقة آلاف الروس من معارضين أو مواطنين عاديين، لاحتجاجهم على النزاع في أوكرانيا، وحكم عليهم في بعض الأحيان بالسجن لمدد طويلة.