يمكن للوهلة الأولى مقارنة ما يجري في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي موثق بالصوت والصورة على المشهد الأوكراني ولو جزئياً ومن جوانب مختلفة تركز على مدى قدرة إسرائيل على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية.
أولاً: بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يفضل حتى اللحظة استخدام مصطلح “المناورة العسكرية البرية في غزة” بدلاً من الهجوم البري، و هذا يذكرنا بما دأب عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يصر حتى على تسمية حربه الكبرى في أوكرانيا بالعملية العسكرية الروسية الخاصة.
ثانياً: إسرائيل في حال فشلت مفاوضات إطلاق سراح الأسرى الذين تم اعتقالهم من قبل كتائب القسام، مجبرة على عدم السماح لأي طرف أن يكون لديه شكوك بسقوط هيبة الردع الإسرائيلي إلى الأبد، وهي تمارس العنف ضد المدنيين لتحقيق مكاسب على حساب كتائب القسام وهذا ما فعله بوتين تماماً مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حين يقترب الطرفان من طاولة المفاوضات.
ثالثاً: التنصل من المسؤولية وعدم الاعتراف بها هي خصلة من خصال بوتين في حربه على أوكرانيا، من حكايا الخصومة بين وزير دفاعه شويغو وطباخه الذي قتل بريغوجين، إلى إلقاء اللوم على رئيس الأركان و قادة الجيش، و هذا تماماً ما يفعله نتنياهو الآن، و ما تدوينته التي حذفها قبل ساعات إلا أكبر دليل على ذلك.
رابعاً: بوتين لم يغلق كل الأبواب التفاوضية وترك حيزاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على سبيل في مسائل اتفاق الحبوب و غير ذلك، ونتنياهو كذلك يفسح مجالاً للتفاوض والوساطة القطرية القائمة وحتى المصرية القادمة ولعله يظهر بثوب العقلانية داخل مجلس حربه المركزي لاسيما أمام الأمريكيين.
خامساً: حين يقال نتنياهو على خطى بوتين، فهو ليس مجرد تعبير خبري بل هو وصف أطلقته أمٌ لمجندة إسرائيلية بحوزة كتائب القسام في غزة، وقالت ساخطة عقب لقاء ممثلين عن ذوي الرهائن بمجلس الحرب الإسرائيلي: إن نتنياهو مثل بوتين الذي أرسل الروس لقتل الأوكرانيين، ونحن نرى ما يفعل بأبناء الشعب الإسرائيلي اليوم.