يكثف المرشحان، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، جهودهما لاستخدام كل الوسائل التكتيكية لاستمالة الناخبين المستقلين والمترددين، خاصة في الولايات المتأرجحة التي تحسم السباق الانتخابي، في اللحظات الأخيرة من الحملة الانتخابية الأميركية.
خلال تجمعاتها الأخيرة في ولايات مثل بنسلفانيا، ميشيغان، ويسكنسن، وجورجيا، أظهرت هاريس حدة غير معهودة في خطابها، مركزة على التشكيك في القدرات الذهنية لترامب.
في تجمع ميشيغان، قالت: “انتبهوا، المرشح الجمهوري لا يستطيع التعبير بوضوح عن أفكاره”، مشيرة إلى عدم قدرته على توصيل رسالة واضحة لأنصاره.
هذه الاستراتيجية تعكس نهج الرئيس السابق باراك أوباما، الذي يرافق هاريس في حملتها الانتخابية، حيث استغل علاقته المتوترة بترامب منذ أن شكك الأخير في مكان ميلاد أوباما لإثارة مسألة عدم الاستقرار الذهني لترامب، محذرًا من خطر انتخابه.
بايدن ينضم للحملة
الرئيس جو بايدن انضم أيضًا إلى حملة الهجوم، مشددًا على أن ترامب يشكل خطرًا على تقاليد الانتقال السلمي للسلطة في أميركا. وأشار بايدن إلى أن ترامب قد يعيد سيناريو السادس من يناير إذا خسر الانتخابات.
الديمقراطيون لم يكتفوا بالتشكيك في القدرات الذهنية لترامب، بل استخدموا أيضًا رفضه المشاركة في مناظرة ثانية نظمتها شبكة “سي إن إن” لصالح هاريس.
وبينما أصرت هاريس على الالتزام بالمشاركة، عرضت الشبكة تنظيم لقاء مفتوح مع الناخبين، ولا تزال تنتظر رد ترامب.
رئيسة لجميع الأميركيين
هاريس تسعى من خلال لقاءاتها الإعلامية والتواصل مع الفئات المختلفة من الناخبين، خاصة الأميركيين الأفارقة، إلى إظهار استعدادها لتكون رئيسة لجميع الأميركيين.
في المقابل، نظم ترامب لقاءً افتراضيًا مع مرتادي محل للحلاقة من السود في نورث كارولينا، محاولًا استمالة هذه الفئة من خلال حديثه عن خلفيته الاجتماعية المتواضعة وتشبيهه حياتهم بحياته.
الفرصة الأخيرة
فيما يتعلق بترامب، عاد إلى استراتيجيته المعتادة بالهجوم الشخصي على هاريس والحزب الديمقراطي، مسلطًا الضوء على إخفاقات الإدارة الحالية في قضايا الاقتصاد، الأمن، والهجرة.
وتلقى دعمًا من الملياردير إيلون ماسك، الذي أصبح صوتًا قويًا لحملته في ولاية بنسلفانيا، معلنًا عن جوائز يومية تصل إلى مليون دولار لمن يسجل أكبر عدد من الناخبين.
ماسك أكد أن ترامب هو “الحامي للديمقراطية الأميركية”، وحذر من أن أربع سنوات إضافية تحت إدارة ديمقراطية قد تكون كارثية.
في محاولة لتضييق الفارق في جمع التبرعات مع هاريس، نجح ترامب في جمع 220 مليون دولار، من بينها 75 مليون دولار من إيلون ماسك وحده.
وفي تجمع انتخابي في بنسلفانيا، وصف ترامب هاريس بأنها “مجنونة”، مذكرًا أنصاره بأنها دعمت قبل أربع سنوات قانونًا أضر بالصناعة المحلية، مؤكدًا على إنجازاته السابقة في تعزيز الجيش الأميركي وتوفير الأمن.
مع اقتراب موعد الانتخابات، تتصاعد حدة الخطاب بين المرشحين. ويعتقد مقربون من الحملتين أن هذه الحدة ستزداد مع اقتراب يوم التصويت، حيث لم يتبقَ سوى الناخبين المترددين.
وبالنسبة لترامب، هذه الانتخابات قد تكون الفرصة الأخيرة لتحقيق حلم العودة إلى البيت الأبيض، بعدما تعهد بعدم الترشح مرة أخرى إذا خسر.