شككت آنا براسكي، محررة الشؤون السياسية في صحيفة معاريف الإسرائيلية، في قدرة اليمين الإسرائيلي المتطرف على تحقيق أهدافه بضم أراضي الضفة الغربية، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يضع تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية في مقدمة أولوياته.
وقالت براسكي في تقرير نشر اليوم السبت، إنه منذ فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بدأت الحكومة الإسرائيلية بقيادة اليمين، تجدد الحديث عن خطة الضم، وتصدر هذا الخطاب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية الذي أعلن مؤخرا أن “2025 سيكون عام السيادة في يهودا والسامرة”، مشيرا إلى أن الخطة قيد التنفيذ.
لكن الصحفية الإسرائيلية ترى أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل مقدم على ضم الضفة في أجندة ترامب للشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه أكد مرارا على أهمية تعزيز التحالف مع الرياض في مواجهة “التهديدات الإيرانية”.
وقالت “من وجهة نظر ترامب، فإن التعاون الدفاعي مع السعودية يأتي في المقام الأول، إذ يعتقد ترامب أن محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة هو الأهم، وأن ضم أراضٍ في الضفة الغربية قد يؤدي إلى تعقيد هذه الجهود”.
واستشهدت الكاتبة بتصريحات أدلى بها مايك هاكابي الذي اختاره ترامب سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل، والذي قال في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي حين سئل إن كانت هناك فرصة لضم الضفة: “بالطبع، لكنني لست من سيحدد السياسة، الرئيس ترامب هو من يضع الأجندة”.
وقالت براسكي إن اليمين الإسرائيلي “فهم في البداية أن ذلك يعني دعما لمخطط الضم، لكن الحقيقة أن ترامب قد لا يدعم هذا الخيار كما يظن البعض”.
ورقة تفاوض
من ناحية أخرى، تقول الكاتبة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يستخدم مخطط ضم الضفة الغربية “ورقة مساومة” في المفاوضات مع السعوديين.
وتتابع: “من المرجح أن يتفاوض نتنياهو مع السعوديين حول تطبيع العلاقات، ويعرض الضم جزءا من الصفقة. هذه هي الإستراتيجية التي استخدمها في اتفاقات السلام السابقة مع الإمارات والبحرين. وإذا كانت قد نجحت سابقا، فلماذا لا يحاول نتنياهو تكرارها؟”.
ولذلك، ترى براسكي أن “التوقعات التي تراهن على ضم الضفة الغربية قد تكون مبالغا فيها لأن الواقع السياسي على الأرض، خاصة في أميركا والسعودية، قد يفرض على نتنياهو تغييرات في إستراتيجياته”.
أجندة التطبيع
وتقول الصحفية الإسرائيلية إن أي اتفاق مع السعودية قد يتطلب من نتنياهو تقديم “تنازلات كبيرة في الملف الفلسطيني”، خاصة مع الضغوط التي ستمارسها الرياض في هذا الاتجاه. وهذا يعني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يواجه صعوبة في تمرير مثل ذلك الاتفاق داخل ائتلافه الحاكم.
وتضيف الكاتبة “اليوم هناك عدد من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية يرفضون بشكل قاطع فكرة العودة إلى المفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية. وحتى إذا كان نتنياهو سيحاول تمرير الصفقة، فإن الأمر قد يواجه معارضة شديدة من داخل حكومته”.
وفيما يتعلق بموقف الرئيس الأميركي المنتخب تجاه إيران، تقول براسكي إنه “رغم أن ترامب يعلن دعمه لأمن إسرائيل، فإنه قد يواجه صعوبة في دعم أي عمل عسكري ضد إيران، خاصة إذا كان يعتقد أن هذا قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه”.
وتختم الصحفية الإسرائيلية بالقول إن “الساعة الرملية بدأت في العد التنازلي. إذا أراد نتنياهو تأمين اتفاق تاريخي مع السعودية، سيتعين عليه التفكير بعناية في كيفية تقديم تنازلات في ملف الضم”.