مرت أشهر من التصعيدات المتتالية في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ثم اشتعلت الأوضاع في لبنان، دون أن تتمكن الإدارة الأميركية من إنهاء الصراع أو إقناع إسرائيل وحركة حماس بالتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.
فقد فشل الرئيس الأميركي جو بايدن في دفع الجانبين للتوصل إلى اتفاق، بعدما أوفد وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط أكثر من 10 مرات في غضون أشهر.
إلا أن جهوداً مضاعفة يبدو أنها ستبذل خلال الفترة المقبلة لإنهاء الحربين في غزة ولبنان، وفق ما نقلت رويترز.
“أيامها الأخيرة”
علماً أنه من المرجح ألا تصل إلى نتائج مرجوة، لاسيما أن الإدارة الحالية في أيامها الأخيرة، أو ما يعرف بفترة “البطة العرجاء”.
إذ يرى بعض المراقبين والمحللين أن تل أبيب وغيرها من الأطراف المعنية بالمفاوضات، قد تفضل انتظار الإدارة الجديدة برئاسة دونالد ترامب للمضي قدما في ملفاتها العالقة والمعقدة.
كما يرجحون ألا يبذل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو حليف وثيق لترامب، جهدا للتجاوب مع الرئيس الديمقراطي، منتظرا خليفته الجمهوري.
وفي السياق، رأى بريان فينوكين، كبير المستشارين في برنامج الولايات المتحدة بمجموعة الأزمات الدولية، أن نفوذ الإدارة الحالية أو الديمقراطيين تراجع إلى حد كبير.
فيما توقعت لورا بلومنفيلد، محللة الشرق الأوسط بجامعة جونز هوبكنز بواشنطن، أن يقوم نتنياهو بجهد محدود لتلبية مطالب بايدن فيما يتعلق بإدخال المساعدات إلى غزة على سبيل المثال.
وقالت: “من الآن حتى يوم التنصيب، سيتحدد موقف إسرائيل تجاه الولايات المتحدة بأمرين: ما يحتاجه نتنياهو وما يخشاه”، مردفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يخشى بلا شك غضب الرئيس الأميركي المقبل غير المتوقع في كثير من الأحيان.
إلى ذلك، أكد مصدران أمنيان مصريان أن الوسطاء الذين عملوا لأشهر من أجل التوصل لاتفاق حول وقف النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، ينتظرون في الوقت الحالي لمعرفة ما تحمله خطط ترامب بشأن القطاع الفلسطيني.
“سأوقف الحروب”
وكان نتنياهو أول المتصلين بترامب لتهنئته على فوزه، معرباً عن أمله بأن يدعم الرئيس الجمهوري إسرائيل دون قيد أو شرط، علماً أن ترامب كان دعم بشدة هدف نتنياهو القضاء على حماس، لكنه دعاه في الوقت عينه إلى إنهاء المهمة بسرعة.
وفي خطاب فوزه، أكد ترامب أنه لن يبدأ حرباً أبداً بل سيوقف الحروب، دون أن يوضح بطبيعة الحال كيف.
إذاً من الآن وحتى ما بعد تنصيبه في 20 يناير قد تراوح غزة فضلا عن لبنان في دائرة الحرب الإسرائيلية، بانتظار تبلور توجهات الإدارة الأميركية الجديدة، حسب ما يرى عدد من المراقبين.