أنحى البيت الأبيض الثلاثاء باللائمة في الهجوم الكيماوي في محافظة إدلب السورية على حكومة الرئيس بشار الأسد، وقال إن الحادث “غير مقبول، ولا يمكن أن يتجاهله العالم المتحضر”.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في إفادة: “هذه الأعمال الشائنة لنظام بشار الأسد إنما هي عاقبة لضعف الإدارة السابقة وترددها”.
وأضاف: “الرئيس أوباما قال في 2012 إنه سيضع خطا أحمر ضد استخدام الأسلحة الكيماوية، ثم لم يفعل شيئا”.
وتجاوز عدد الضحايا المدنيين جراء قصف النظام السوري بالأسلحة الكيماوية منطقة خان شيخون بريف إدلب 100 قتيل وأكثر من 450 مصابا بالتسمم، وفق أحدث الإحصاءات الطبية في المنطقة.
وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة إن من بين الضحايا عشرات الأطفال والنساء، في ثاني هجوم كيماوي من نوعه من حيث حصيلة القتلى، بعد هجوم غوطة دمشق في آب/ أغسطس عام 2013، الذي خلف أكثر من 1200 قتيل ومئات المصابين.
ورفض سبايسر توضيح ما ستفعله إدارة ترامب إزاء الهجوم، لكنه أضاف أن الرئيس تحدث اليوم مع فريقه للأمن القومي بشأن القضية.
وكرر سبايسر وجهة النظر التي عبر عنها كبار مساعدي الرئيس دونالد ترامب في الأيام القليلة الماضية، قائلا إن الولايات المتحدة لا تركز الآن على إجبار الأسد على ترك السلطة، وإنما الأولوية لهزيمة تنظيم الدولة.
وقال سبايسر إن التصريحات التي أدلى بها الأسبوع الماضي وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، ومندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة نيكي هيلي “تعبر عن الواقع السياسي للوضع في سوريا”، وإن “تغيير النظام” لم يعد خيارا أساسيا.
وكان الرئيس باراك أوباما حدد “خطا أحمر” في 2012، محذرا من عمل عسكري إذا استخدمت القوات الحكومية السورية الأسلحة الكيماوية في الحرب. لكنه في عام 2013 عدل عن تنفيذ ضربات جوية هدد بشنها عند تأكيد وقوع هجوم بأسلحة كيماوية.
ولدى سؤاله عما إذا كانت إدارة ترامب ستضع خطا أحمر آخر، أجاب سبايسر: “لست مستعدا للحديث عن خطوتنا التالية، لكننا سنصل لهذه المرحلة قريبا”.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الثلاثاء، إن الهجوم الكيماوي في سوريا يظهر كيف يتصرف الرئيس بشار الأسد “بهمجية متوحشة دون وازع”، ودعا روسيا وإيران إلى استخدام نفوذهما؛ لضمان عدم تكراره.
وقال تيلرسون في بيان: “يجب على هؤلاء الذين يدافعون عن الأسد ويدعمونه، ومنهم روسيا وإيران، ألا يراودهم أي أوهام بشأن الأسد أو نواياه. وأضاف: “أي شخص يستخدم أسلحة كيماوية لمهاجمة شعبه فإنه بذلك يظهر عدم اكتراث بالأخلاق الإنسانية، وتجب محاسبته”.
وقال مصدر بالحكومة الأمريكية إن الحكومة تعتقد أن غاز السارين استخدم في هجوم بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا الثلاثاء، وإن من “شبه المؤكد” أن الهجوم نفذته قوات موالية للرئيس بشار الأسد.
كما قال مسؤول في المخابرات الأمريكية، الثلاثاء، إن هجوم الغاز السام المشتبه به في محافظة إدلب السورية “يحمل بصمات” حكومة الرئيس بشار الأسد.
وقال المسؤول: “إن كان النظام السوري مسؤولا فعلا عن ارتكاب هذا الهجوم، فإن أرقام الضحايا المبلغ عنها ستجعله أكبر حادث من نوعه منذ هجوم للنظام السوري بغاز السارين في آب/ أغسطس 2013 على ضواحي دمشق”.
مصادر وكالات