اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسوم يتيح الرد بأسلحة نووية في حال تعرض بلاده لهجوم بصواريخ باليستية “لن يرهب” الغرب.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته بيربوك بعد لقاء جمعها مع نظرائها البولندي رادوسلاف سيكورسكي والفرنسي جان نويل بارو والإيطالي أنطونيو تاجاني في العاصمة البولندية وارسو.
وانضم للقاء عبر تقنية الفيديو وزيرا خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس وبريطانيا ديفيد لامي.
وأشارت الوزيرة الألمانية إلى أن بوتين حاول “مرارا وتكرارا نشر الخوف منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وأضافت: “بغض النظر عما يقال مرارا وتكرارا، فلن يتمكنوا من ترهيبنا”.
وأشارت إلى أن الهجمات الروسية على أوكرانيا مستمرة منذ ألف يوم.
وتابعت: “حريتنا في أوروبا تعتمد على السلام الأوروبي. الأوكرانيون لا يدافعون عن حريتهم وبلدهم فحسب، بل يدافعون أيضًا عن سلامنا الأوروبي على مدار ألف يوم وليلة”.
وأضافت: “حان الوقت الآن لوضع أمن أوروبا ودفاعها على أساس جديد ومواصلة تعزيز تحالفنا عبر الأطلسي بدلاً من إضعافه”.
وأكدت الوزيرة الألمانية على اتفاقهم مع نظرائها الأوربيين على ضرورة تعزيز الجناح الأوروبي لحلف شمال الأطلسي من أجل حماية أمن أوروبا وضمان قدرات الردع.
وفي وقت سابق الثلاثاء، وقع بوتين مرسوما يتيح للجيش الرد بأسلحة نووية في حال تعرض البلاد لهجوم بصواريخ باليستية.
وبموجب المرسوم الرئاسي، تم إجراء بعض التحديثات على الشروط المتعلقة باستخدام الأسلحة النووية الروسية.
وبحسب العقيدة النووية الروسية المحدثة، إذا شنت دولة هجوما صاروخيا باليستيا على الأراضي الروسية بدعم من دولة أخرى مسلحة نوويا، فإن لموسكو الحق بالرد نوويا.
كما يمكن لروسيا استخدام هذا الحق أيضا إذا تعرضت لهجمات بمسيرات أو طائرات حربية.
ووفقا للتحديثات على العقيدة النووية، يُعَد “العدوان على روسيا من دولة عضو في تحالف” تطورا يمكن أن يؤدي إلى رد نووي، ويعد جميع أعضاء التحالف الذي تنتمي إليه الدولة المهاجِمة طرفا في العدوان المحتمل.
يذكر أنه في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، بحث بوتين “تحديث أسس سياسة الدولة في مجال الردع النووي” خلال اجتماعه مع أعضاء مجلس الأمن الروسي.
وفي هذا السياق، أعلن بوتين أن روسيا ستعتبر أي هجوم عليها من دولة غير نووية بمشاركة ودعم دولة نووية “هجوما مشتركا”.
والأحد، كشفت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة سمحت لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية بشكل محدود.
وقال متحدث الكرملين ديمتري بيسكوف، في بيان بشأن هذه التقارير، إن “هذا يغير بصورة جذرية الطريقة التي تشارك بها (الولايات المتحدة) في الصراع بأوكرانيا”.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه “تخلي” كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.