أهل غزة يرفضون التهجير
يواجه آلاف الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة إلى مصر تساؤلات حول موعد عودتهم إلى منازلهم وذلك بعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء وقف إطلاق النار في القطاع، لكنهم يتفقون على رفض مقترح النزوح الجماعي الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
واقترح ترامب إجلاء معظم سكان غزة ونقلهم بصورة جماعية إلى مصر والأردن، لكن هذا المقترح لقي تنديدا واسعا من العالم العربي باعتباره شكلا من أشكال التطهير العرقي.
وقال ترامب “نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص، ونقوم بتطهير المنطقة (التي عصفت بها الحرب) برمتها”. وعند سؤاله عما إذا كان ذلك حلا مؤقتا أم طويل الأمد، قال “يمكن أن يكون هذا أو ذاك”.
وتقول مصر إنها لن تشارك أبدا في النزوح الجماعي للفلسطينيين، الذي وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه “ظُلم”.
ولكن يوجد بالفعل نحو 100 ألف فلسطيني في مصر يقولون إنهم لا يعلمون كيف ومتى سيتمكنون من العودة لمنازلهم.
وخلال الحرب في غزة، كانت حدود القطاع مغلقة في معظم الأوقات مما جعل الغالبية العظمى من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى واضطروا للعيش في أماكن إيواء مؤقتة داخل القطاع.
لكن كانت هناك أوقات سُمح فيها لبعض الأفراد بالمغادرة، ومنهم فلسطينيون مزدوجو الجنسية وأقاربهم والمرضى المصابون بأمراض خطيرة الذين جرى إجلاؤهم لأسباب إنسانية.
ولا يملك أغلب الفلسطينيين في مصر تصريحا يسمح لهم بالبقاء لفترة طويلة ويعتبرون إقامتهم مؤقتة ويعتمدون على أعمال تجارية بسيطة أو مدخرات للبقاء. لكن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في يناير/ كانون الثاني لم يحسم مصيرهم بعد.
ويقول البعض إنهم سيعودون بمجرد أن تتاح لهم الفرصة.
لكن آخرين يقولون إن القرار أكثر تعقيدا في ظل عدم وجود منزل يعودون إليه.
وتقول السلطات الصحية في القطاع “إن الحرب الإسرائيلية قتلت منذ ذلك الحين أكثر من 47 ألف فلسطيني ودفعت معظم سكان غزة إلى ترك منازلهم ودمرت مساحات شاسعة من القطاع”.
ورغم أن أهل غزة في مصر قد تكون لديهم خطط شخصية مختلفة، فإنهم جميعا اتفقوا على رفض أي مقترح من جانب ترامب لإجلاء أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة.