أشخاص يتجمعون خارج أحد المنازل المتضررة، في أعقاب العملية العسكرية الباكستانية ضد الهند، في ريهاري، جامو، جامو، 10 مايو/أيار 2025. رويترز
أعلنت هيئة إدارة الكوارث في كشمير الباكستانية مقتل 13 مدنيا على الأقل خلال 12 ساعة حتى ظهر اليوم السبت، وذلك في تبادل لإطلاق النار بين الهند وباكستان عقب عملية عسكرية شنتها إسلام اباد على الهند في الساعات الأولى من الصباح.
ورغم الإعلان عن أول اتصال بين “الجارتين النوويتين” الهند وباكستان، إلا أن حدة التوتر ما زالت في تصاعد، وكان آخر التطورات الميدانية ما شهدته بلدة سريناغار في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير التي سمع فيها دوي انفجارين، حسبما نقلت “رويترز” عن مسؤول محلي.
وأوضح المسؤول أن الانفجارين وقعا قرب مطار ومقر للجيش الهندي.
وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان باكستان شنّها عملية عسكرية انتقامية ضد الهند، أطلق عليها اسم “البنيان المرصوص”.
وذكرت مصادر لوكالة أسوشيتد برس، أن دويّ انفجارات سُمع أيضًا في مدينة جامو، بينما نقلت وكالة “فرانس برس” عن هيئة الطيران المدني في باكستان أنها قررت تمديد إغلاق المجال الجوي الباكستاني 24 ساعة.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف إنه لم يتم تحديد موعد لاجتماع هيئة القيادة الوطنية، وهي أعلى هيئة عسكرية ومدنية تشرف على الترسانة النووية للبلاد، في أعقاب عملية عسكرية على الهند في وقت مبكر صباح اليوم السبت.
وقال الجيش الباكستاني في وقت سابق إن رئيس الوزراء دعا الهيئة لعقد اجتماع. ولم يرد وزير الإعلام الباكستاني بعد على طلب للتعليق.
وأسفرت أسوأ معارك منذ عام 1999 بين الجارتين المسلحتين نوويا عن مقتل العشرات من الجانبين وأدت إلى دعوات متكررة للتهدئة من الولايات المتحدة ومجموعة الدول السبع الغنية.
وقال الوزير الباكستاني آصف لقناة (آري) التلفزيونية “هذا الشيء الذي تتحدثون عنه (الخيار النووي) موجود، ولكن دعونا لا نتحدث عنه، يجب أن نتعامل معه على أنه احتمال بعيد للغاية، وينبغي علينا ألا نناقشه حتى في السياق الحالي”.
وأضاف “قبل أن نصل إلى تلك النقطة، أعتقد أن الأمور ستهدأ. لم يُعقد أي اجتماع لهيئة القيادة الوطنية، ولم يُجدول أي اجتماع من هذا القبيل”.
واتصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بقائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشينكار، وحث الجانبين على التهدئة “وإعادة الاتصالات المباشرة لتجنب سوء التقدير”.
وقال جيشينكار على منصة إكس بعد الاتصال مع روبيو “دائما ما كان نهج الهند مدروسا ومسؤولا وسيظل كذلك”.
ومن ناحيته قال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار لتلفزيون محلي إنه إذا توقفت الهند عند هذا الحد “فسنفكر في التوقف عند هذا الحد”.
وذكرت وسائل إعلام هندية أن مسؤولين هنودا وباكستانيين تحدثوا اليوم.
وقال الجيش الهندي في تعليق على الهجمات العسكرية الباكستانية اليوم إن “جميع الأعمال العدائية تم التصدي لها بشكل فعال وتم الرد عليها بشكل مناسب”.
وقالت فيوميكا سينغ، وهي وينغ كوماندر في سلاح الجو الهندي، في مؤتمر صحفي “لوحظ أن الجيش الباكستاني يحرك قواته إلى مناطق متقدمة، مما يشير إلى نية هجومية لتصعيد الوضع بشكل أكبر”.
وأضافت “لا تزال القوات المسلحة الهندية في حالة تأهب عملياتي عالية”.
وتابعت “تؤكد القوات المسلحة الهندية التزامها بعدم التصعيد، شريطة أن يقابل ذلك رد فعل مماثل من الجيش الباكستاني”.
هجمات متبادلة
وأعلنت الهند أنها “تصدت وردت بفعالية” على العملية العسكرية الباكستانية في ساعة مبكرة من صباح السبت، وقالت إن باكستان “استهدفت مناطق مدنية وبنية تحتية عسكرية”، بما في ذلك مبانٍ طبية وتعليمية في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير.
وكانت باكستان أعلنت أن الهند أطلقت صواريخ على قواعد عسكرية رئيسية، منها قاعدة قريبة من العاصمة إسلام آباد، وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن الجيش الباكستاني شن العملية الانتقامية.
وقال وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، السبت، إنه إذا أوقفت الهند تصعيدها، فستفعل إسلام آباد الشيء نفسه.
وأضاف أثناء حديثه مع محطة تلفزيونية محلية: “إذا كان هناك ذرة من العقل، فستتوقف الهند، وإذا توقفوا، فسنتوقف نحن أيضًا.. نريد السلام بصدق دون هيمنة أي دولة”.
ومن جهته أعلن الجيش الهندي تدمير طائرات مسيرة وذخائر أخرى أطلقتها باكستان على طول الحدود الغربية للبلاد، مع استمرار تصاعد الصراع السبت.
وأضاف في بيان: “يستمر التصعيد الباكستاني الصارخ بضربات الطائرات المسيرة والذخائر الأخرى على طول حدودنا الغربية”.
وصرح “مسؤول هندي مطلع” لـ”سي إن إن” بأن الهند ترد حاليًا على الهجمات الباكستانية، مضيفا: “ترد القوات المسلحة الهندية على جميع الهجمات الباكستانية بالشكل المناسب”.
ويقول الجيش الباكستاني إنه ضرب أهدافًا متعددة في الهند والشطر الخاضع لإدارة الهند من كشمير.
ويؤكد أن الأهداف العسكرية الهندية التي جرى استهدافها تشمل مقر قيادة لواء حرس الحدود، ومستودع إمدادات ميدانيا، وموقع مدفعية، ومطارات.
مخاوف من تحول النزاع الى حرب شاملة
ووسط مخاوف من تحول النزاع بين الدولتين النوويتين إلى حرب شاملة، أعلن الجيش الهندي أن باكستان تزيد من نشر قواتها على الحدود مع الهند، وقالت متحدثة عسكرية هندية إن الهند لاحظت تحريك الجيش الباكستاني قواته إلى مناطق متقدمة.
ويتبادل البلدان القصف منذ الأربعاء عندما نفّذت الهند ضربات جوية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية على خلفية هجوم دموي استهدف سياحا في الشطر الذي تديره الهند من إقليم كشمير المقسّم.
وتعد المواجهات التي استّخدمت فيها الصواريخ والمسيرات وتبادل النيران على طول الحدود القائمة بحكم الأمر الواقع في إقليم كشمير المتنازع عليه، الأسوأ منذ عقود وأودت بحياة أكثر من 50 مدنيا.