الأثنين 12 ذو القعدة 1445 ﻫ - 20 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أكواد التفعيل والإطلاق.. تفاصيل بروتوكول إطلاق الصواريخ النووية الروسية

حتى تفكك الاتحاد السوفيتي، كان نظام C3 وهو نظام “القيادة والتحكم والتعاون النووي”مبنيًا على مبدأ إطلاق السلاح النووي عند حدوث إنذار.

ووفقا لموقع اتحاد العلماء الأمريكيين الخاصة بالأسلحة النووية يستعد نظام القيادة الروسي الحصول على سلطة إطلاق الأسلحة النووية في غضون 10 دقائق من خلال الرئيس أو وزير الدفاع أو رئيس هيئة الأركان العامة، عبر حقيبة شيجيت النووية، التي تلازم الرئيس أينما ذهب والتي ظهرت في أكثر من مناسبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وألقت قناة “زفيزدا” الروسية أول نظرة عامة على ما يوجد في الحقيبة، حيث وأوضح مقدم البرنامج على القناة أليكسي يغوروف للمشاهدين، أن أحد مكونات الحقيبة هو بطاقة فلاش، باعتبارها بطاقة فردية وأنها أحد المفاتيح التي يتم إدخالها في النظام.

ويتضمن الجهاز صفا من الأرقام، المنظمة بشكل عرضي وسط الحقيبة، بالإضافة إلى 4 أزرار كبيرة تحت صف الأرقام، حيث أن الزر الأبيض هو زر الإطلاق، الأمر الذي يعد غريبا، إذ يكون زر الإطلاق في معظم الأحيان أحمر اللون.

كما تتضمن الحقيبة نظاما ثلاثي المفاتيح، مخصصا لبوتن واثنين ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف.

وتقع السيطرة الفعلية على أكواد التفعيل والإطلاق على عاتق الجيش، ولدى هيئة الأركان العامة للجيش الروسي إمكانية الوصول المباشر إلى هذه الرموز، ويمكنها شن هجوم صاروخي بإذن من السلطات السياسية أو بدونها.

هيئة الأركان العامة الروسية لديها طريقتان لإطلاق أسلحة نووية. الأولى: تجري وفق النمط الأمريكي حيث يتم إرسال رموز تفويض التفعيل والإطلاق التي تحتفظ بها هيئة الأركان العامة في مراكز قيادتها مباشرة إلى قادة الأسلحة، الذين سينفذون إجراءات الإطلاق.

وقد أظهرت أطقم الغواصات التي تحمل صواريخ نووية القدرة على إطلاق الصواريخ النووية في غضون 9 إلى 15 دقيقة بعد استلام الطلب.

أما الطريقة الثانية فيمكن لهيئة الأركان العامة توجيه عمليات إطلاق الصواريخ مباشرة من مراكز القيادة في محيط موسكو أو منشآت بديلة في تشيخوف وبينزا وأماكن أخرى، وهو إطلاق عن بعد لصواريخ استراتيجية أرضية من شأنها تجاوز سلسلة القيادة الأدنى وأطقم إطلاق الصواريخ.

وكانت تقارير قد أشارت إلى أن الإنذار المبكر الروسي عاني عقب تفكك الاتحاد السوفيتي.

فقد حدث تدهور في النظام منذ نهاية الحرب الباردة، سواء في عدد الأقمار الصناعية أو الأقمار الصناعية العاملة في المدار أو في الرادارات العاملة.

وتدهور نظام الإنذار المبكر الروسي بشكل سيئ منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، ولم يتبق سوى أربعة أقمار صناعية من أكثر من اثني عشر قمرا كانت تراقب العالم بأجهزة استشعارها.

وقد تؤدي مشكلات القيادة والتحكم إلى إرسال معلومات غير صحيحة أو استلامها أو عرضها أو فشل نظام الإنذار المبكر بالكامل.

وقد تجلى ذلك في الأعطال التي عانى منها نظام القيادة والتحكم الروسي في 25 يناير 1995 عندما أدى إطلاق صاروخ رصد جوي نرويجي إلى تنشيط الحقائب النووية لدى الرئيس يلتسين ووزير دفاعه آنذاك بافل غراتشيف ورئيس هيئة الأركان العامة، ميخائيل كوليسنيكوف. خلال هذا العطل الكبير في نظام الإنذار المبكر ، اعتقد الروس خطأً لبضع دقائق أن صاروخ الرصد الجوي العلمي كان في الواقع صاروخًا أطلق من غواصة أمريكية باتجاههم.

ولأول مرة على الإطلاق، بدأ نظام القيادة النووية العد التنازلي لقرار الإطلاق، وبدأ الرئيس يلتسين ومستشاروه النوويون مؤتمرًا طارئًا عبر الهاتف.

وراقب يلتسين والآخرون الذين يحملون الحقائب السوداء تحليق الصاروخ على شاشاتهم.

وتم إرسال إشارة إلى القوات الاستراتيجية الروسية لزيادة جاهزيتها القتالية لكن الأزمة انتهت بعد ذلك.

فبعد حوالي ثماني دقائق، وربما قبل دقيقتين من الموعد النهائي لاتخاذ قرار ببدء الرد، أدرك الروس خطأهم.

وتجاهل المسؤولون الروس في وقت لاحق الأسئلة المتعلقة بالحادثة، قائلين إنها مبالغات من الغرب.

في يناير 1997، كتب وزير الدفاع إيغور روديونوف رسالة أثارت قلق يلتسين، قال فيها إن أنظمة القيادة والتحكم للقوات النووية الروسية – بما في ذلك المخابئ الموجودة تحت الأرض ونظام الإنذار المبكر – تتداعى.

وقال روديونوف:”لا أحد يستطيع اليوم ضمان موثوقية أنظمة التحكم لدينا، قد تصل روسيا قريباً إلى الحد الذي لا يمكن بعدها السيطرة على صواريخها وأنظمتها النووية”.