الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ألمانيا أمام خيارين لا ثالث لهما لمواجهة كورونا

مع ارتفاع تسجيل إصابات فيروس كورونا في ألمانيا ، تجد الحكومة الألمانية أمام خيارين لا ثالث لهما ، وهو الاستمرار في التعايش مع الفيروس ويبقى الحال على كما هو ، أو تلجأ للإغلاق أ وما يعرف باستيراتيجة كاسر الأمواج ، خاصة مع اقتراب ألمانيا من حاجز الـ15 ألف إصابة بفيروس كورونا يوميا .

وقبل وقت قصير من اجتماع لجنة إدارة الأزمة الذي ربما يستمر لوقت طويل الأربعاء، ارتفعت أصوات تحذيرات الخبراء من كسر البلاد حاجز الـ١٠٠ ألف إصابة خلال ٤ أسابيع، لكن يبقى أمام السياسيين سيناريوهان لا ثالث لهما للتعاطي مع الوباء.

كابوس الـ100 ألف

وقالت الخبيرة فيولا بريسمان من معهد ماكس بلانك للديناميات والتنظيم الذاتي في تصريحات للصحفيين: “يتضاعف عدد الإصابات الجديدة حاليًا كل سبعة إلى عشرة أيام”.

وأضافت محذرة: “إذا استمر هذا الاتجاه، فسنصل إلى 100.000 إصابة جديدة يوميًا في غضون ثلاثة إلى أربعة أسابيع”.

بدوره، دعا جيرارد كراوس، رئيس قسم علم الأوبئة في مركز هيلمهولتز لأبحاث العدوى في ألمانيا، في تصريحات لمجلة دير شبيجل، إلى ضرورة الحد من انتشار الفيروس في عموم السكان، إلى جانب تعزيز الحماية المباشرة للأشخاص الذين يعانون من مرض خطير.

بريسمان عادت وأوضحت أن فرق الرصد والتتبع “رصدت مؤخرا دوائر إصابة بالفيروس بدأت بإصابات لم تكتشف خلال فترة الصيف”.

ورغم ذلك، ترى الخبيرة الألمانية أن تتبع جهات اتصال المصابين المسجلين في مناطق معينة ليس حلا، وتابعت “الأمر صعب: علينا تتبع كل الحالات الفردية ودائرة الانتشار وكسر سلاسل العدوى”.

وفي حال التتبع، تبين بريسمان أن “هناك خطر امحتملا بدرجة كبيرة، وهو عدم رصد بعض الإصابات الفردية التي يمكن بدورها أن تخلق بؤر انتشار”.

ونوهت بأن “المصابين غير المرصودين والذين لا تظهر عليهم أعراض، هم من يحركون موجة كورونا في الوقت الحالي”.

لكنها استدركت الأمر بحديثها عن خيارين، الأول “أن نترك أنفسنا لنقترب من حد الإجهاد في المستشفيات، ثم نفرض قيودا دائمة على الحياة العامة (الإغلاق الكامل)، ونخفض الإحصاءات كثيرًا بإجراءات قصيرة وقوية تمكننا من السيطرة على تفشي المرض مرة أخرى”.

وترى الخبيرة أن قدرة المستشفيات تتراوح ما بين 20000 و100 ألف إصابة جديدة يوميًا في ألمانيا، لافتة إلى إمكانية تغير هذه التقديرات اعتمادًا على التركيب العمري للمصابين.

وأشارت إلى أنه في حال فُرضت القيود الدائمة الآن، ستستمر لفترة طويلة بسبب دخول أشهر الشتاء، وهذا صعب للغاية اقتصاديا واجتماعيا.

كاسر الأمواج

والبديل الثاني، وفق الخبيرة ذاتها، يتمثل فيما أطلقت عليه بـ”كاسر الأمواج”، أو “الإغلاق المصغر” أو “قاطع الدائرة”.

وقاطع الدائرة هو في الواقع مصطلح من مجال الإلكترونيات، ويصف المصهر الذي يقطع الدائرة عند التحميل الزائد.

وإذا تم تطبيق النظرية على جائحة كورونا، فهذا يعني استخدام تدابير صارمة ومؤقتة لمنع انتشار أكبر، وفق دير شبيجل.

ولفتت المجلة إلى أن اتخاذ إجراءات صارمة قصيرة المدى للحد من التجمعات وتقليل ساعات عمل المطاعم أو قصرها على تسليم الوجبات السريعة، وغلق الحانات وغيرها، سيؤدي إلى توقف النمو المتسارع لفترة من الوقت وتتأخر الزيادة في الإصابات.

كما أن تداعياته الاقتصادية أقل بشكل واضح من الإغلاق الكامل، وفق المجلة.

كريستيان دروستن، عالم الفيروسات في برلين، ناقش مفهوم “كاسر الأمواج” على حسابه بتويتر مؤخرا، وقال إن هذه الاستراتيجية يمكن أن تحدث “الانقطاع المطلوب في منحنى الإصابات بشكل عاجل”، ما يمكّن السلطات من العودة إلى الاستراتيجيات الأخرى مثل تتبع المصابين.

وأمس الثلاثاء، نشرت أكاديمية العلوم، ومؤسسة الأبحاث الألمانية، بيانًا مشتركًا يدعم فكرة كاسر الأمواج أو الإغلاق المصغر.

وتنصح الخبيرة بريسمان باتخاذ إجراءات الإغلاق المصغر بسرعة، مرجحة أن يحدث أثرا ويحد من تصاعد عدد الإصابات في فترة تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع.

وخلال الـ24 ساعة الأخيرة، رصد معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية الأربعاء، 14964 إصابة جديدة بفيروس كورونا، مقابل 11409 إصابات في اليوم السابق.

وألمانيا التي تجاوزت عتبة الـ 10 آلاف حالة وفاة بفيروس كورونا، كانت من أولى الدول الأوروبية التي شهدت احتجاجات واسعة على التدابير المرتبطة بالوباء.