أمريكا..غموض يلّف تفجير ناشفيل رغم كشف هوية المنفذ

لا زالت السلطات الأمريكية تحاول فك لغز التفجير الذي وقع في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي رغم الكشف عن هوية المشتبه ،حيث تشير التحقيقات إلى أن الحادث وقع بطريقة غريبة وأن منفذ التفجير ربما لم يكن شخصا طبيعيا.

وكشفت السلطات، الأحد، أن منفذ التفجير هو أنثوني كوين وارنر ويبلغ من العمر 63 عاما، وتعتقد السلطات أن وارنر لقي حتفه في الانفجار الذي وقع في كارفان متوقف إثر عد تنازلي غامض بث عبر مكبر للصوت قبل دقائق من الحادث.

بارانويا الجيل الخامس

وتحقق السلطات الفدرالية في احتمالية أن يكون وارنر من بين المصابين ببارانويا شبكات الجيل الخامس، “5G”.

ووقع الانفجار خارج منشأة مملوكة لشركة الاتصالات السلكية واللاسلكية AT&T وأدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، وتعطيل خدمات الهاتف المحمول في عدة مدن أخرى.

وقالت وسائل إعلام أميركية في ناشفيل أن وارنر عمل مستشارا لتكنولوجيا المعلومات في شركة عقارات.

وقال ستيف فريدريش، وكيل العقارات الذي اتصل بمكتب التحقيقات الفيدرالي بعد سماع اسم الرجل في نشرة إخبارية، إن المحققين الفيدراليين سألوه عما إذا كان وارنر يعاني من رهاب تقينة الجيل الخامس أم لا.

وفقًا لمحطة WSMV، قالت مصادر قريبة من التحقيق إن من بين خطوط التحقيق المختلفة، كانت هناك إشارة إلى أن وارنر مقتنع بنظرية مؤامرة مفادها أن تقنية 5G تستخدم للتجسس على الأميركيين.

والأحد، بدا وكأن عمدة ناشفيل جون كوبر يشير إلى أن “نظرية مؤامرة الجيل الخامس” التي قد تكون ذات صلة بالتحقيق.

وقال جون كوبر في برنامج Face the Nation على قناة سي بي إس: “بالنسبة لنا جميعًا محليًا، يبدو أنه يجب أن تكون هناك صلة ما بمنشأة AT&T وموقع التفجير”.

ثم تابع “هذه مجرد فكرة، لكن يجب أن يكون لمكان التفجير علاقة بالدافع”.

كان كوبر على اتصال وثيق مع وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية والمحلية التي تجري التحقيق، وكذلك مع الحاكم الجمهوري لولاية تينيسي بيل لي، الذي طلب من الرئيس دونالد ترامب إعلانًا عن كارثة فيدرالية.

“الرجل المنعزل”

وحسب صحيفة واشنطن بوست التي تحدثت مع جيران وارنر، فإنه كان شخصا “منعزلا” ونادرا ما يغادر منزله، ولا يرد على أي دعوة من جيرانه للاحتفال بعيد الميلاد.

وقال جيرانه إنه كان يعيش مع والديه قبل أن يتوفى والده عام 2011.

وحسب واشنطن بوست، نقل وارنر ملكية عقار كان يملكه لامرأة من لوس أنجلوس من دون مقابل.

“صوت تسجيل قبل الانفجار”

ووقع الانفجار في وقت مبكر من صباح عيد الميلاد عندما حاول ضباط الشرطة، الذين استدعوا إلى الموقع بعد أنباء عن إطلاق النار، إجلاء السكان المحليين.

وحذر تسجيل من عربة سكن متنقلة يظهر صوت امرأة تتخللها مقتطفات من الموسيقى من أن الانفجار وشيك.

وعانى ضابطان من إصابات، بينما تسبب الانفجار في تصاعد الدخان الأسود وألسنة اللهب من قلب المنطقة السياحية بوسط مدينة ناشفيل.

وتأثرت شبكات الاتصالات المدنية والطارئة في ناشفيل والعديد من المدن الأخرى، بما في ذلك لويزفيل ونوكسفيل وبرمنغهام وأتلانتا.

انفجار ناشفيل

نظرية المؤامرة وشبكة الجيل الخامس

يذكر أن علماء النفس في جامعة نورثمبريا، نيوكاسل، قدموا خلال السنة الجارية، أول دليل علمي على الصلة بين السلوك العنيف تجاه قطاع الاتصالات ومعتقدات نظرية المؤامرة حول التقنية.

ووفق موقع “phys.org” أشارت شركات الاتصالات ومسؤولو الشرطة والمنافذ الإعلامية في جميع أنحاء العالم إلى أن نظرية المؤامرة حول 5G أشعلت موجة من الهجمات على عمال الاتصالات والبنية التحتية منذ بداية وباء كورونا.

وتم الإبلاغ عن هجمات الحرق العمد وحالات الأضرار الجنائية التي لحقت بالصواري والكابلات ومعدات الاتصالات الأخرى في أكثر من 12 دولة في جميع أنحاء العالم، من بينها أماكن مختلفة في أوروبا، إلى كندا وأميركا ونيوزيلندا.

وفي أبريل، نقلت شبكة “بي بي سي” البريطانية روايات عن المضايقات والعنف وحتى التهديدات بالقتل، تجاه مهندسي الاتصالات في المملكة المتحدة، بسبب نظريات خاطئة تشير إلى أن ظهور الفيروس التاجي مرتبط بشبكة الجيل الخامس.

واستكشف الدكتور دانيال جولي والدكتورة جيني باترسون، من جامعة نورثمبريا، العلاقة بين المعتقدات في نظريات المؤامرة لشبكة الجيل الخامس ووباء فيروس كورونا، والاستعداد لاستخدام العنف ردًا على الارتباط المزعوم بينهما.

وقام الباحثون بتقييم مستويات 601 مشاركًا في المملكة المتحدة من ممن يؤمنون بالنظرية المؤامرة.

وخلص فريق البحث بأن المعنيين طيعانون من مستويات مختلفة من “جنون العظمة” مما يجعلهم يعتقدون بأن هناك نية عدائية تجاههم، وأوطانهم.

كما كشفت النتائج أن الاعتقاد في نظريات مؤامرة الجيل الخامس كان مرتبطًا بشكل تلقائي بتبرير العنف.

إلى جانب ذلك، أبرزت النتائج نية أكبر للانخراط في سلوكيات عنيفة في المستقبل لدى أولئك الذين اشتركوا في المعتقدات التآمرية.

لكن الشرطة الأميركية أيضا قالت إنه من المبكر الحديث عن دوافع منفذ هجوم ناشفيل.