احترام الاتفاق
في سياق متصل، وفي موازاة دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأوروبيين إلى التخلّي عن الاتّفاق النووي مع إيران، يكرر الأوروبيون الذين ما زالوا أطرافاً في الاتفاق رغبتهم في الحفاظ عليه، من دون الحصول على نتائج مقنعة حتى الآن.
وفي انتظار الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، بعد ظهر الجمعة 10 يناير (كانون الثاني) في بروكسل، لمناقشة الأزمة الإيرانية، أعلنت وزارة الخارجيّة الفرنسيّة، الخميس، أنّ فرنسا التي كانت بين الدول الموقّعة على الاتّفاق عام 2015، لا تزال “ملتزمة” بهذا النصّ.
والموقف الفرنسي هذا ليس جديداً، فقد عبّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، الاثنين 6 يناير، عن اعتقاد بلاده “أن الاتفاق ما زال قائماً، لكن ثمة انتهاكاً إيرانياً إضافياً كل شهرين بحيث أننا نتساءل حالياً، وأقول ذلك بصراحة، عن العودة إلى آلية تسوية المنازعات التي ينص عليها الاتفاق”.
علماً أن باريس هددت في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، بإطلاق آلية مدرجة في الاتفاق قد تؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، مشيرة إلى سلسلة من الانتهاكات من قبل إيران.
وأثار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال اتصال هاتفي الخميس بالرئيس الإيراني حسن روحاني، أهمية أن تلتزم إيران الاتفاق النووي، داعياً إلى إنهاء الأعمال العدائية.
وترافق الموقف الفرنسي والبريطاني مع دفاع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن الاتّفاق، مقرناً ذلك بتحذير إيران من القيام بأعمال يمكن أن تؤدي إلى انهيار الاتفاق.
ويأتي التحذير بعد إعلان طهران أحدث خطواتها بالعودة عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
واعتبر ميشال خلال محادثة هاتفية مع روحاني، أن الاتفاق “كان إنجازاً مهماً بعد عشر سنوات من المفاوضات الدولية المكثفة، ولا يزال أداة مهمة للاستقرار الإقليمي”، بحسب نص لمكالمته أصدره مكتبه.
تجاوز طهران
وكانت إيران كشفت، الأحد 5 يناير، “المرحلة الخامسة والأخيرة” من برنامجها القاضي بخفض التزاماتها الدولية التي نص عليها الاتفاق النووي، مؤكدة التخلّي عن “كل القيود المتعلّقة بعدد أجهزة الطرد المركزي”.
وبدأت طهران في مايو (أيار) بالتخلي تدريجاً عن التزاماتها النووية رداً على الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق.
وخلال ستة أشهر، تجاوزت طهران بشكل ملحوظ مخزون اليورانيوم المخصب كما هو منصوص عليه في الاتفاق، وكذلك معدل التخصيب وكمية المياه الثقيلة المسموح بها، وقامت بتحديث أجهزة الطرد المركزي الخاصة بها.