السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إدلب: الميليشيات الإيرانية.. في الحجر الصحي

بدأت قوات النظام والمليشيات الموالية لها في اتخاذ إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد في نقاط تجمعها الرئيسية في مناطق حلب وادلب شمال غربي سوريا.

 

وبدت إجراءات الوقاية من الوباء أكثر جدية مؤخراً بعد إصابة أعداد كبيرة من العناصر بالفيروس، والاشتباه بعشرات الحالات التي حجر عليها صحياً في النقاط الطبية المستحدثة في المناطق العسكرية في ريفي ادلب وحلب.

وتضمنت الإجراءات المتبعة من قبل قوات النظام، القيام بحملات تعقيم في الثكنات والمواقع العسكرية وخطوط التماس مع المعارضة، وغرف العمليات المتقدمة ونقاط المراقبة الروسية في محيط إدلب. وتم إنشاء نقاط طبية في أكثر من موقع جنوب وشرق إدلب، وفي ريف حلب الجنوبي.

وتقع أكبر النقاط الطبية المستحدثة في منطقة جبل عزان التي تتمركز فيها القاعدة العسكرية الإيرانية الأكبر شمالي سوريا، وتم تزويد الثكنات والمواقع العسكرية في منطقة عمليات إدلب بالخيام والمعدات اللازمة للحجر الصحي المفترض للعناصر المصابين والمشتبه بإصابتهم في كل تشكيل عسكري.

 

ونفذت قوات النظام والمليشيات عمليات إعادة انتشار جديدة للأعداد والعتاد الحربي في كامل منطقة العمليات شمال غربي سوريا، وبشكل يضمن عزل المجموعات والتشكيلات التي اكتشفت فيها الإصابات في مناطق عسكرية مغلقة بشكل شبه كامل، وتوزيع باقي التشكيلات المسلحة في منطقة جغرافية أوسع، أي الانتشار في المناطق المسيطر عليها خلال العمليات العسكرية التي أطلقها النظام منذ أيار/مايو 2019، وهي ما تزال مناطق عسكرية شبه مغلقة لم يسمح للأهالي بالعودة إليها حتى الآن.

وتحولت جبهات إدلب وحلب في وقت قياسي من منطقة تحشيد وتجميع لقوات النظام والمليشيات الموالية لها إلى منطقة للحجر الصحي على التشكيلات المهددة باجتياح الوباء. وسبق أن بدأت أرتال التعزيزات العسكرية بالتوافد إلى منطقة العمليات منذ منتصف آذار/مارس بهدف استئناف المعارك ضد المعارضة السورية. وكانت التعزيزات العسكرية التي وصلت خلال الأسبوعين الماضيين في معظمها من المليشيات الإيرانية.

وواجهت قوات النظام مشكلة كبيرة بسبب عدم التزام المليشيات الإيرانية في حلب وإدلب بإجراءات الوقاية والحجر الصحي في القطع والثكنات العسكرية، وفشلت المليشيات المدعومة من روسيا، مثل “الحرس الجمهوري” و”الفرقة 25 مهام خاصة” و”الفيلق الخامس” في إقناع المليشيات الإيرانية بإغلاق نقاطها ومواقعها العسكرية وأن تتعاطى بشكل إيجابي مع حملة الإجراءات المتبعة للوقاية من الوباء وتقليل أخطاره الكارثية على التشكيلات المسلحة التابعة لنظام الأسد.

وفي الوقت الذي فرضت فيه حكومة النظام حظر التجول الجزئي وزادت قوات النظام من إجراءات الوقاية كانت المليشيات الإيرانية في الوقت نفسه تقيم الاحتفالات الدينية في مقارها في حلب، ومواقعها الجديدة في ريف إدلب الجنوبي.

 

ونظمت كل من “كتائب حضرة زينب” و”كتائب الإمام الحسين” و”ولواء الإمام الرضا” التابعة لمليشيا “فاطميون” احتفاليات دينية ومسابقات رياضية لعناصرها خلال الأسبوعين الماضيين، واشترك “لواء زينبيون” في عدد من الأنشطة الرياضية والاحتفاليات التي أقامتها مليشيات “فاطميون”.

وأكد المنسق الإعلامي في “الجيش الوطني” يحيى مايو ل”المدن”، أن وصول أعداد كبيرة من المليشيات الإيرانية إلى منطقة العمليات في ريفي إدلب وحلب خلال الفترة القريبة الماضية كان مريباً، ومن المفترض أن يكون لتفشي الوباء في صفوفها دور في تغير مسار أهدافها والذي تحول من الاستعداد لجولة جديدة من المعارك ضد الفصائل إلى رفع الجاهزية القصوى للتصدي للوباء.

عملياً، المليشيات الإيرانية هي من نقلت عدوى الوباء كورونا لباقي تشكيلات قوات النظام. وأضاف أن “النظام يخشى من تفشي الوباء وخروجه عن السيطرة، وهو غير قادر فعلياً على الحد من انتشاره برغم إجراءات الوقاية المفترضة التي اتخذها في الثكنات والنقاط العسكرية”.

من جهته، قال الناشط الإعلامي عبد الفتاح الحسين ل”المدن”، إن قوات الرضوان التابعة ل”حزب الله” اللبناني أشرفت خلال اليومين الماضيين على نقل تشكيلات مسلحة تتبع للمليشيات الإيرانية من ريف حلب الجنوبي والضواحي الشمالية إلى مناطق إدلب التي تمت السيطرة عليها بداية العام 2020.

وأضاف أنه “يمكن إدراج التحركات الجديدة في إطار الإجراءات المتخذة لمنع انتشار الوباء، وإبعاد المليشيات عن المناطق المأهولة جنوبي حلب والضواحي، ويمكن إدراجها أيضاَ في إطار العمل على تحقيق الأهداف البعيدة من حيث خلق مناطق نفوذ وانتشار حيوية جديدة للمليشيات الإيرانية خارج حلب التي تعتبر معقلها الأبرز شمالي سوريا”.

وبحسب الحسين، قامت جمعيات ومؤسسات خيرية تتبع ل”الحرس الثوري” الإيراني، وتعمل على دعم المليشيات الإيرانية التي تقاتل لصالح نظام الأسد في سوريا، بتقديم دعم متنوع لمقاتلي المليشيات الإيرانية وعائلاتهم في مواقع الانتشار الجديد في ريف إدلب.