السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إسرائيل تخشى من الرد الروسي لإدانتها غزو أوكرانيا

لاقت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية، يائير لابيد، صباح الخميس، والتي شجب خلالها الغزو الروسي لأوكرانيا، ردود فعل إيجابية لدى الاتحاد الأوروبي، وفق وسائل إعلام عبرية.

لكن، وبشكل متوقع، واجهت هذه التصريحات انتقادات داخل إسرائيل، لا سيما وأنها تمس العلاقات الإسرائيلية الروسية وتضعها أمام منعطف خطير.

يأتي ذلك فيما بحث بعض الخبراء عن بوادر ردة فعل روسية، ووجد المحلل السياسي يوني بن مناحم، على سبيل المثال، بوادر تتمثل في تصريح روسي بشأن عدم الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، أشار إليه عبر حسابه على ”تويتر“.

ترحيب أوروبي

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، بأن الاتحاد الأوروبي أشاد بالبيان الصادر عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، والذي ندد بالهجوم الروسي على أوكرانيا.

وذكر موقع ”واللا“ الإخباري العبري، أن مسؤولا رفيعا بالاتحاد تحدث إليه وأخبره أن ”الاتحاد الأوروبي يثمن التصريح الذي أصدره لابيد، وإدانته للغزو الروسي لأوكرانيا“.

وندد وزير خارجية إسرائيل بالهجوم الروسي على أوكرانيا، اليوم الخميس.

ودعا القوى العالمية لحل الأزمة سريعا، مضيفا في تصريح تلفزيوني: ”هجوم روسيا على أوكرانيا انتهاك خطير للنظام الدولي، إسرائيل تندد بالهجوم“.

ولم يستخدم وزير خارجية إسرائيل مصطلح ”غزو روسي“، ووصفه فقط بأنه ”هجوم“.

وواجهت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة مأزقا يتعلق بكيفية التعاطي مع الأزمة، في ظل وجود آلاف اليهود في كل من روسيا وأوكرانيا، فضلا عن علاقاتها الإستراتيجية مع البلدين.

وخلال الأيام الأخيرة ظهرت بوادر تأييد إسرائيلي صريح لموقف الغرب من الأزمة الأوكرانية، فيما جاء تصريح لابيد، الخميس، وعقب بدء العمليات العسكرية واضحا.

إعادة تفسير

وفي خطوة إضافية، اضطر ناطق باسم الخارجية الإسرائيلية إلى إعادة تفسير تصريح لابيد، لكنه خرج بتصريح يحتاج بدوره إلى تفسير.

وكتب حساب إذاعة الجيش (غالي تساهال)، على ”تويتر“، نقلا عن الناطق باسم وزارة الخارجية: ”على إسرائيل أن تحافظ على التوازن، وأن نكون في غاية الدقة فيما يتعلق بالمصالح الأمنية الإسرائيلية، مع ذلك، اخترنا إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا من منطلق الرسالة التي نريد إيصالها“.

عواقب

بدوره رأى المحلل السياسي يوني بن مناحم، عبر حسابه على ”تويتر“، أن تداعيات الموقف الإسرائيلي لم تتأخر، وكتب أن روسيا وجهت رسالة أولى ردا على إدانتها.

وقال بن مناحم: ”إشارة خطيرة من روسيا لإسرائيل عقب إدانة موسكو: روسيا لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، الهضبة جزء من سوريا“.

ليست حربا

ونشرت صحيفة ”معاريف“ حديثا مع الدبلوماسي الإسرائيلي يعكوف كيدمي، وهو من أصول روسية، وترأس في الماضي شعبة ”نتيف“ التي تتبع مكتب رئيس الوزراء، ودورها هو التواصل مع يهود دول الاتحاد السوفييتي السابق، تحدث خلاله عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وزعم كيدمي، الذي تحدث مع اثنين من الإعلاميين الإسرائيليين الكبار، وهما بن كسبيت وينون ماغال، أن بمقدور روسيا ”تدمير الولايات المتحدة الأمريكية في أقل من نصف ساعة“.

ويثير هذا التصريح أسئلة بشأن أسباب الترويج لهذه الرواية في الوقت الراهن.

وأضاف كيدمي أنه على قناعة بأن المشكلة ليست أوكرانيا، وأن الحديث يجري عن صراع حقيقي بين موسكو وواشنطن والغرب.

ولفت إلى أن الحديث يجري عن تحول النظام العالمي، وأن الصين تؤيد ذلك، ومن ثم تؤيد الخطوات الروسية، إذ تريد الأخيرة تحقيق قاعدة ”من اليوم لن تحدد الولايات المتحدة الأمريكية طبيعة النظام العالمي“.

وذكر كيدمي بأن روسيا وضعت في كانون الأول/ ديسمبر 2021، إنذارا أمام أمريكا والناتو بشأن إخلاء القواعد العسكرية شرقي أوروبا، وإعادة حلف شمال الأطلسي إلى مواقعه التي كانت عام 1997، مضيفا أن أوكرانيا مجرد جزء من هذه اللعبة.