بموازاة ذلك يبدو أن الوضع الصحي ليس بأقل سوءاً من الوضع الاقتصادي، وهذا ما أكده الرئيس الإيراني حسن روحاني بقوله أنه حتى الآن يوجد 25 مليون إيراني أصيب بفيروس كورونا، وأكثر من 35 مليون شخص معرضون لخطر الإصابة بفيروس كورونا في إيران .
أما تطورات الوضع الأمني فيبدو أنها تنذر بإمكانية اتساع الاحتجاجات الشعبية في معظم الأراضي الإيراني، ولكن الخطورة تكمن هذه المرة في تصعيد أجهزة اأمن الإيرانية ضد المتظاهرين السلميين، وهذا ما أكدته تصريحات قائد شرطة مدينة بهبهان الإيرانية (جنوب غرب) بقوله إن قوات الأمن استخدمت “قوتها” لتفريق المتظاهرين، وفقا لما نقل “راديو فردا”.
وادعى قائد الشرطة، محمد عزيزي، الجمعة، في حديث لوكالة الأنباء الإيرانية، أن “الاحتجاج كان ضد الوضع الاقتصادي”، وأن “عددا صغيرا من الناس” شاركوا فيه.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي احتشاد المئات في مواقع مختلفة من المدينة.
وحذر عزيزي المحتجين، مساء الخميس وصباح الجمعة، من حملة فرض “حازمة” لـ “فرض النظام”.
وأتت الاحتجاجات بعد أيام على تأييد محكمة إيرانية عقوبة الإعدام بحق ثلاثة أشخاص على صلة باحتجاجات نوفمبر الماضي الدامية التي أثارها رفع أسعار الوقود.
ويتوقع أن يكون وقع احتجاجات 2020 أشد من تلك التي حصلت العام الماضي، في ظل تراجع غير مسبوق لقيمة العملة المحلية وأزمة اقتصادية خانقة تعاني منها البلاد نتيجة العقوبات وجائحة كورونا.
وفي تصريح لقناة “الحرة” يقول الباحث في الشأن الإيراني، حسن راضي الأحوازي، إن “خروج الاحتجاجات يوم الخميس كان مفاجئا، لأن الدعوات التي أطلقها ناشطون كانت تحث الناس على الخروج الجمعة، للتنديد بأحكام الإعدام الصادرة بحق الشبان الثلاثة”.
ويرى الأحوازي، وهو أيضا مدير “المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الاستراتيجية”، في العاصمة البريطانية لندن، أن “الإيرانيين باتوا يستغلون كل حدث لرفض سياسات النظام”، مشيرا إلى أن “الدوافع الحقيقية للاحتجاجات الجديدة مرتبطة بالوضع المعيشي المتردي والاقتصاد المنهار وحملات القمع والاعتقال التي تمارس ضد كل من ينتقد النظام”.
كذلك يشير الباحث الإيراني إلى أن صوت الناس بدأ يرتفع لرفض ما تقوم به السلطة في خارج البلاد من دعم لميليشيات وقوى تابعة لها على حساب الناس في الداخل”.
ويعتقد أيضا أن “الشعب الإيراني وصل لقناعة تامة أن النظام الحالي لا يمكن إصلاحه وبالتالي بات من الضروري أن يجري تغييره بالكامل”.